اللهمَّ اشهد !!

نشر في 01-11-2010
آخر تحديث 01-11-2010 | 00:00
 صالح القلاب ما يفعله حسن نصر الله، باسم الشيعة وليس باسم إيران واسم الولي الفقيه وقاسم سليماني, يسيء إلى هذه الطائفة الكريمة ويجعلها مستهدفة من قِبَل أهل السُّنَّة في العالم الإسلامي كله، وذلك لأن هؤلاء مهما حاولوا كظم غيظهم وتعاملوا مع هذه المسألة الخطيرة بالمزيد من العقلانية، فإنهم لا يمكن أن يواجهوا ما يتعرض له إخوتهم على أيدي ميليشيات "حزب الله" بالصبر حتى النهاية.

نحن في الأردن, على سبيل المثال, نضع على قدم المساواة المذاهب السنية الأربعة إلى جانب المذهب الجعفري الاثني عشري والمذهب الزَّيدي في اليمن والمذهب الأباضي في سلطنة عُمان، وهذا ما تضمنته رسالة عمان التي كان أصدرها جلالة الملك عبدالله الثاني، والمؤكد أن أغلبية الدول الإسلامية، إن لم تكن كلها، تتخذ هذا الموقف نفسه.

والمعروف أن أهم مراجع المذهب الجعفري الإثني عشري في لبنان، وعلى رأسهم آية الله العظمى حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين رحمهما الله، وإلى جانبهما السيد علي الأمين والسيد هاني فحص، كانوا وما زالوا يرفضون مسألة الولي الفقيه ويعتبرونها استبداداً غير مقبول، وهذا هو رأي آية الله العظمى السيد علي السيستاني ورأي الإمام موسى الصدر رحمه الله الذي هناك اعتقاد يصل إلى حدود اليقين بأنه غُيِّب وربما انه دفع حياته ثمناً لموقفه هذا الذي كان اتخذه في فترة مبكرة.

إن من حق حسن نصر الله أن يُطلَّ عبر شاشات الفضائيات في صباح ومساء كل يوم، وأن يعلن تمسكه بولاية الفقيه كما يشاء، لكن ما هو ليس من حقه هو أن يَستهدف أهل السُّنَّة في لبنان كل هذا الاستهداف، وأن يسلط عليهم ميليشيات حزبه لتضطهدهم وتروع أئمتهم وأطفالهم، وكل هذا باسم الطائفة الشيعية الكريمة التي نحن نعرف تمام المعرفة أن قطاعاً واسعاً منها ضد كل هذه التصرفات، لكن هذه الطائفة، مثْلها مثل غيرها، لا تستطيع الجهر بما ترفضه ولا تقبل به.

لا يجوز أن تبقى الطائفة الشيعية الكريمة صامتة على هذا الذي يفعله حسن نصر الله باسمها، والمفترض أن تتحرك مرجعيات هذه الطائفة، قبل اتساع هذا الشق بين أتباع المذهب الجعفري الاثني عشري الشريف وأشقائهم أهل السُّنَّة، للتبرؤ من هذا الذي يفعله صاحب "حزب الله" لأن ما يفعله يسعِّر فتنة مدمرة بين أبناء الدين الإسلامي الحنيف، ولأن الاستمرار في الصمت سيؤدي إلى انفجار مدمر، وبخاصة في دول التَّماس المذهبي بين هاتين الطائفتين المسلمتين، وهذا إن هو حصل فإنه سيكون كارثة الكوارث، وسيعيدنا إلى وضعية الفتنة في صدر الإسلام... واللهم اشهد.

back to top