تعتبر انتخابات مجلس الطلاب في المدارس المتوسطة والثانوية هي الممارسة الديمقراطية الأولى في حياة المواطن، ونقاء هذه العملية وأهميتها ينعكسان على حياته المستقبلية، اذ يعتبر جميع علماء النفس والاجتماع أن تصرفات الإنسان الراشد هي عصارة ما تعلمه في سنوات حياته السابقة ولا سيما فترة المراهقة والطفولة. «الجريدة» فتحت ملف الانتخابات الطلابية في المدارس من خلال اتخاذها ثانوية فلسطين نموذجاً لذلك.

Ad

في نموذج اشبه بنظام انتخابات مجلس الأمة، جرت انتخابات مجلس الطلاب في ثانوية فلسطين بنين بمنطقة الرميثية، واجتهدت ادارة المدرسة في وضع قواعد وأسس جديدة للعملية الانتخابية الطلابية في المدارس دون الخروج عن الاطار العام لأهداف التربية، اذ عمدت ادارة الثانوية الى تقسيم الصفوف كدوائر انتخابية وينتخب الطالب الطلاب المرشحين في الصف الذي ينتمي اليه.

وخصصت ادارة الثانوية ساعة ونصف الساعة لعملية الاقتراع مستغلة ساعة النشاط المدرسي في يوم الثلاثاء ووقت الفرصة، اذ تقترع كل مرحلة في عدد من اللجان المحددة لها والتي وصل تعدادها الى 11 لجنة بحسب تعداد الطلاب في المدرسة الذي يقارب الألف طالب. وشجعت الثانوية الترشح بنظام القوائم الطلابية حرصا منها على اهمية العمل الجماعي بينما لم تمنع استقلاليته واضعة شروطا من الواجب انطباقها على المرشح ليتسنى له ترشيح نفسه.

بيتهم الثاني

ومن جانبه أكد ناظر الثانوية جاسم القبندي اهمية منح الطلبة فرصة ممارسة الحياة الديمقراطية "اذ تعتبر المدرسة بيتهم الثاني الذي يؤهلهم لخوض غمار الحياة"، مبديا اهتمامه بالانتخابات بشكل سنوي الا انه عمد في هذ العام الى تبني نظام انتخابي جديد يدرب الطلاب على الحياة الديمقراطية "فبعضهم لديه اهتمام بالحياة السياسية" مشددا على ان اليوم الانتخابي لن يكون على حساب اليوم الدراسي.

واوضح القبندي ان نظام المدرسة الحالي اتاح للطلبة الترشح وتخصيص أسبوع كامل للدعاية الانتخابية، "وجعلنا الطلاب يتكلمون عن برامجهم الانتخابية في الاذاعة المدرسية ليكون الانتخاب فكريا ووجهناهم الى هذا التوجه"، مبينا ان ادارة المدرسة فتحت لهم مجال النقد وهو حقهم المكتسب، متمنيا ان يكون المجلس هو صوت الطلاب وحلقة وصل بيننا كإدارة مدرسة.

واشار القبندي الى ان مجلس الطلاب يعتبر فرصة لتنفيس الطلاب عن مشاكلهم التي تواجههم في المدرسة الى جانب ابداء الرأي، مؤكدا ان نسبة الاقبال هذا العام كانت غير مسبوقة ووصلت الى 90 في المئة، لافتا الى ان "المجالس السابقة لم تكن المدارس تشركهم في الاقتراح والقرار المدرسي الا اننا وعدنا الطلاب باشراكهم في قراراتنا ونحن جادون في ذلك"، مبينا اهمية المرحلة الثانوية وخصوصا الصف الثاني عشر الذي يعتبر مرحلة سابقة للحياة الجامعية ورسم المستقبل الى جانب الحياة السياسية، لافتا الى تواجد العملية الانتخابية في مادة الدستور للصف الثاني عشر.

ديمقراطية

وعلى السياق نفسه شدد منسق الانتخابات المعلم بدر بن غيث على اهمية هذه المرحلة من حياة الطالب السياسية، مؤكدا حرصه على ابتعاد الطلاب عن الطرح الفئوي في الانتخابات من خلال قوائم تحمل مسميات العائلة او القبيلة او الطائفة او المذهب، مبينا ان التحضير لهذه الانتخابات والتهيئة لها كانت منذ بداية العام الدراسي للسعي نحو تحقيق الهدف والفائدة المرجوة وهي ترغيب الطلاب في الحياة الديمقراطية وإدراك اهميتها في الحفاظ على حرياتهم.

ولفت بن غيث الى "محاولات قوائم جامعية لأن يكون لها يد في الانتخابات او امتداد داخل المدارس الا اننا ابعدناها عن الجو الطلابي لتكون انتخاباتنا خاصة جدا بهم دون التأثر بتيارات او قوائم خارجية"، موضحا ان "في هذا العام سيتم اعطاء مجلس الطلاب دوراً يفوق دوره التقليدي من خلال تنظيمنا زيارات لجمعيات النفع العام ومجلس الامة الى جانب دورات مدرسية عن كيفية ممارسة الدور الانتخابي".

وبين الاخصائي الاجتماعي ولاء علي آلية العملية الانتخابية التي اشرك الطلاب بها من خلال عملهم في اللجان الانتخابية، لافتا الى ان اتاحة المجال للطلاب المرشحين لارتداء الزي الوطني في يوم الانتخاب لتعزيز هذا الجانب لديهم، مؤكدا ان الصناديق الانتخابية اغلقت بالاحبار وتم فرز الاصوات من قبل المعلمين مع حرصهم على تواجد المرشحين ومناديبهم في صالة الفرز.

طلاب وطموح

وذكر المرشح المستقل أحمد الهندياني انه سيقترح تخصيص 10 دقائق من كل حصة لمراجعة الدرس الماضي مع الاستاذ الى جانب زيارة الرمال في ملعب كرة القدم وتنظيم دورات وتغيير الروتين المدرسي، "وسأعمل جاهدا على فرض الاحترام المتبادل بين الطلاب والمعلمين حتى نعامل معاملة (كبار)" مشيرا الى انه سيترشح في انتخابات الجامعة "وكنت مستقلا بسبب كثرة معارفي ولم أكن لأشتت الاصوات".

وأكد مرشح قائمة الوحدة الطلابية محمد دشتي انه يهدف الى ترغيب الطلاب وتحبيبهم في المدرسة من خلال الانشطة الثقافية والترفيهية، اذ يعمد الى عمل انشطة في الفرصة وساعة النشاط "وسأدرس الهندسة الكهربائية وأعمل في القطاع الخاص لانه يحقق طموحي"، مبينا انه استفاد من الانتخابات ويستطيع يقدم شكاوى ايصال صوت الطالب لناظر المدرسة.

وبين مرشح قائمة الوسط يوسف الحربي انه في حال عدم فوزه سيعمل في اللجان المتاحة وسيساعد في تنظيم المدرسة وسيعمل على دعوة شخصيات مشهورة وتنظيم لقاءات تنويرية لمسؤولي الجامعات المختلفة لتثقيف الطلاب بالتعليم الجامعي مع كثرة الجامعات والتخصصات الموجودة "وقد اخوض انتخابات مجلس الامة واوصل صوت الشعب بعد تخرجي من الجامعة".

ولفت مرشح قائمة الوحدة الوطنية عبدالله اشكناني الى اكتسابه مجموعة من المهارات لقيادة مجموعة من الطلبة لابداء ارائهم ومنها احترام الرأي الاخر والحرية.

واسطة واستجواب

• قال مرشح قائمة الوحدة الطلابية حيدر بواسكندر سأوصل صوت الطلاب وسأخوض انتخابات مجلس الأمة والبلدي "حق الواسطات".

• طالب رفض الادلاء باسمه قال مازحا: "سأستجوب وزير الاشغال بسبب الخيسة في منطقة الرميثية ووزيرة التربية بسبب ساعة النشاط التي نضع ايدينا على خدودنا فيها ولأسباب اخرى سأفصح عنها في حينها".