مفتي كوسوفا د. نعيم ترنافا: 95% من سكان كوسوفا مسلمون فلماذا لا يعترف بنا العالم الإسلامي؟!

نشر في 29-08-2010 | 00:01
آخر تحديث 29-08-2010 | 00:01
No Image Caption
د. نعيم ترنافا مفتي كوسوفا ورئيس الاتحاد الإسلامي يطالب العالم العربي والإسلامي في كل محفل أو مؤتمر يشارك فيه منذ استقلال كوسوفا بضرورة اعتراف العرب والمسلمين بهذا الاستقلال وبكوسوفا كدولة ذات سيادة كاملة.
وفي حواره مع "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة كشف مفتي كوسوفا عن الواقع الذي عاشه المسلمون في الماضي، وما يعيشونه حالياً بعد الاستقلال، وأعلن عن رغبة الشعب الكوسوفي في وجود الاستثمارات العربية والإسلامية، خاصة أن كوسوفا تتمتع بثروات كثيرة وتعتبر أرضاً خصبة للاستثمار العربي والإسلامي، وقال إن مسلمي كوسوفا يمثلون 95 في المئة من السكان ولديهم 700 مسجد فيها 5 مدارس دينية وكلية الدراسات الإسلامية و27 مركزا إسلاميا وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالمجتمع المسلم في كوسوفا والتي نرصدها في سياق الحوار التالي:
● طالبتم أكثر من مرة وفي محافل مختلفة بضرورة الاعتراف العربي والإسلامي بكوسوفا... فما الاعتراضات العربية والإسلامية على ذلك من وجهة نظرك؟

ـ مازلت أطالب بذلك الأمر ولكن العالم العربي والإسلامي مازال متأخراً في الاعتراف بكوسوفا كدولة مستقلة، رغم أن 95 في المئة من سكان كوسوفا من المسلمين، لذا أطالب الدول العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بضرورة الاعتراف بكوسوفا لأنها دولة ذات سيادة كاملة، ولا تَراجع في هذا، فكوسوفا صارت دولة مستقلة منذ عامين، ونحن نرجو في كوسوفا أن يكون هناك قريبا اعتراف بنا من الدول العربية والإسلامية، لأن العالم العربي للأسف الشديد لم يشعر حتى الآن بالمعاناة التي يعيشها المسلمون في كوسوفا، فرغم أنها أعلنت استقلالها منذ يوليو 2008، إلا أن كل الدول العربية لم تعترف بها حتى الآن، ولم تفتح سفارات لها هناك في العاصمة الكوسوفية تريشتا باستثناء دولة أو دولتين من العالم العربي و7 دول من الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي اعترفت باستقلال كوسوفا، أما بقية الدول العربية فمازالت صامتة تماما رغم الدعم المادي الكبير الذي سبق للعرب تقديمه إلى الشعب الكوسوفي خلال فترة الصراع مع الصرب.

● نريد أن نتعرف على الوضع الإسلامي في كوسوفا في الوقت الحالي؟

- نحن جزء لا يتجزأ من الاتحاد الأوروبي، لأنه سبحانه وتعالى أوجدنا هناك في أوروبا ونحن جزء من العالم الأوروبي، ولله الحمد 95 في المئة من سكان كوسوفا من المسلمين من إجمالي 2.5 مليون هم تعداد السكان في كوسوفا، ونحن هناك نعيش بدعم من الدول الأوروبية والإسلامية والعربية، ولاسيما من تركيا التي دعمت كوسوفا خلال الحرب وبعد الحرب، فنحن عشنا في الماضي أياما مُرة تحت الحكم الصربي، كما كان لدينا لمدة 50 عاما الحكم الشيوعي، فرغم كل الصعوبات والمعاناة التي شهدها الشعب الكوسوفي فقد استطاع أجدادنا وآباؤنا أن يحافظوا على أهمية الإسلام عند المسلمين، والآن في كوسوفا هناك 700 مسجد فيها 5 مدارس دينية وكلية الدراسات الإسلامية و27 مركزا إسلاميا صغيرا في جميع محافظات كوسوفا و7 معاهد لتحفيظ القرآن الكريم، وهكذا فنحن مستمرون في النشاط الإسلامي الداخلي في كوسوفا، وبالمقارنة نقول: إن أحوال مسلمي كوسوفا أصعب من مسلمي الدول العربية مثلا، لأننا نعيش في بيئة أوروبية، فنحن بوصفنا مسلمين أوروبيين نمثل 7 في المئة من مجموع سكان الدول الأوروبية، ولكن لهم حقوقاً في أوروبا وهي حقوق جيدة يحصلون عليها وسنستمر في التعامل مع الأوروبيين وفي الوقت نفسه مع الدول العربية، وهناك عندنا الدين نفسه، ولماذا نقارن أنفسنا بالدول العربية؟! في الدول العربية لديهم دعم من ميزانية الدولة وعندهم إمكانية للتطور وللنشاط في العمل، أما نحن فنعيش من تبرعات الشعب داخل كوسوفا فقط، فليس لدينا أي دعم من ميزانية الدولة، فنحن في دار الإفتاء نستعين بالمشيخة الإسلامية في كوسوفا، ونعطي رواتب الأئمة والأساتذة وكل هذا من تبرعات الشعب، ولكن رغم ذلك فنحن نعيش ونحترم أيضا حقوق الأقليات الموجودة في كوسوفا، فهناك لدينا برلمان وأجرينا 3 انتخابات برلمانية ومحلية وانتخابات رئيس الدولة ورئيس الوزراء وأعضاء البرلمان وهؤلاء كلهم مسلمون، وعندنا داخل الاتحاد الإسلامي رابطة للنساء، ولها نشاط كبير في كوسوفا، والمرأة في كوسوفا تنال حقوقها كاملة، فلها نسبة 30 في المئة داخل البرلمان الكوسوفي وجميع المؤسسات الرسمية الحكومية للمرأة الحق في30 في المئة من الأماكن بها، ونحاول الآن توجيه نداء إلى المستثمرين بأن يوجهوا استثماراتهم نحو كوسوفا؛ لأن كوسوفا دولة غنية جداً بها معادن كثيرة مثل الزنك، والنيكل، والذهب، والفحم الحجري، فضلاً عن الأراضي الألبانية الزراعية، ومساحة كوسوفا 11 ألف كيلو متر مربع، لكن في كوسوفا إمكانات كبيرة للمستثمرين الذين يريدون الاستثمار فهي فرصة ذهبية أمام الجميع.

● ما أهم الهيئات المسؤولة عن المسلمين في كوسوفا؟ وماذا تقدم لهم من خدمات تعليمية والحفاظ على الرسالة الإسلامية هناك؟

- يوجد في كوسوفا أكثر من هيئة إسلامية ترعى شؤون المسلمين، في مقدمتها الاتحاد الإسلامي الذي يعد المظلة الأم للهيئات الإسلامية بكوسوفا، فجميعها تخرج من عباءته، وقد بدأ عمله في أول يناير سنة 1948 بعد الحرب العالمية الثانية وكان عمله يشمل جميع المسلمين الذين يعيشون داخل حدود جمهورية يوغوسلافيا السابقة، وفي عام 1989 بعد أن بدأ تفكيك ما يعرف بالاتحاد اليوغوسلافي أعلن الاتحاد الإسلامي في كوسوفا استقلاله عام 1994 عن الرئاسة الإسلامية العليا بيوغوسلافيا السابقة، وبذلك أصبح التنظيم الديني الموحد والمستقل الذي ينتمي إليه جميع المسلمين المقيمين في كوسوفا وفي المهجر، ويعمل الاتحاد في كوسوفا طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية والدستور الخاص بالاتحاد الإسلامي وعلى القوانين واللوائح المنبثقة من الدستور وعلى أحكام القانون، ويقوم الاتحاد الإسلامي بتنظيم شؤونه العامة والدينية والتعليمية والوقفية والإدارية وأعمال أخرى بصورة مستقلة، مراعياً في كل هذا مصلحة الإسلام والمسلمين بالدرجة الأولى، ويشمل الاتحاد عددا من الأجهزة المعنية، كل حسب وظائفه، فهو يضم المجلس الإسلامي للاتحاد، ويعد أعلى جهاز تمثيلي للاتحاد الإسلامي في كوسوفا، ويبلغ عدد أعضائه حسب عدد المجالس المحلية للاتحاد الإسلامي، ويتم انتخابهم عن طريق المجالس مباشرة مدة أربع سنوات، وتأتي الهيئة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الاتحاد الإسلامي ولا تنسلخ عنه وهي المشيخة الإسلامية التي تمثل الجهاز التنفيذي لمجلس الاتحاد الإسلامي، وهي تعد بذلك أعلى سلطة تنفيذية للشؤون الدينية والتعليمية والمالية، فضلاً عن ذلك تقوم بإدارة وتوجيه العمل العام، وتغطية مجموعة من الأعمال الأخرى مثل تنفيذ قرارات المجلس الإسلامي، والإشراف على كلية الدراسات الإسلامية ومدرسة علاء الدين بفروعها، وتنظيم أداء مناسك الحج والعمرة وجمع التبرعات والزكاة، والإشراف على الأوقاف والمساجد، وأيضاً هناك المجلس الإسلامي المحلي وهو هيئة أساسية للاتحاد الإسلامي في نطاق حدوده، والوظيفة الرئيسية للمجلس الإسلامي المحلي هي الاهتمام بجميع الشؤون الدينية وأن يقوم بتلبية احتياجات المسلمين داخل حدوده، فضلاً عن إدارة الطبع والنشر، وهي من أهم وأوسع مجالات الاتحاد الإسلامي، وقد تم طبع ونشر مئات من الكتب والمنشورات في مجالات إسلامية مختلفة باللغة المحلية «الألبانية»، وتقوم المشيخة الإسلامية منذ أكثر من 15 سنة بإصدار مجلتها الشهرية: «المعرفة الإسلامية» التي تتطرق إلى موضوعات في مجال الدعوة والفكر الإسلامي وقضاياه المختلفة، كما تقوم المشيخة بإصدار مجلة «التربية الإسلامية».

● نرى في كلامك دعوة ضمنية للمستثمرين في الدول العربية والإسلامية إلى الاستثمار في كوسوفا؟

- بالتأكيد لأن هناك فرصة كبيرة أمامهم، فأرض كوسوفا تمثل أرضاً خصبة للاستثمار العربي والإسلامي، وإجراءات الاستثمار لدينا ميسرة جداً وبنفس الإجراءات نفسها الموجودة للمستثمرين الغربيين، فهم دخلوا بكثرة للاستثمار في كوسوفا، وهناك تسهيلات كبيرة للمستثمرين داخل كوسوفا.

● ما أهم الفتاوى التي يسأل عنها المسلمون في كوسوفا؟

- عندنا في الاتحاد الإسلامي في كوسوفا في المشيخة الإسلامية لجنة مكونة من 7 أفراد يفتون في الأسئلة الموجهة من المسلمين عبر الإنترنت أو الخطابات أو عند زيارتهم للاتحاد، نحن نجتمع كل عشرة أيام لنقدم الفتاوى في المسائل الموجهة إلينا من الشعب، وهي فتاوى مختلفة عن بعض القضايا الموجودة في كوسوفا، ونستعين بالمراجع الفقهية من الدول العربية الإسلامية، أما أغلب الفتاوى فهي تتعلق بالميراث ومبادئ الإسلام في البنوك وفي الربا ومثل هذه الأمور.

back to top