حفلة زار مستمرة
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
هكذا لا تعرف لها "راس مِن كرياس" بل لا تعرف كيف بدأت ولا يمكنك التوقع كيف لها أن تنتهي.أحد الأصدقاء قال لي: "فاتتك الصيحة" فما لبث أن استدرك "لا تقلق فبلادنا ولادة أزمات، نحن نتفنن فيها، فالأزمات آتية، خاصة أن الكثير منها مفتعل بسبب هشاشة وانكشاف النظام السياسي". ها نحن، ما إن تنتهي أزمة حتى تبدأ أخرى، وكأنها أصبحت حالة ذهنية مسيطرة على الأجواء لتتحول إلى عادات وتقاليد متأصلة.الملاحظ في صناعة الأزمات عندنا، اختلافها ربما عن غيرنا من المجتمعات، فأزماتنا، صغيرة كانت أم كبيرة، حقيقية كانت أم مفتعلة، سرعان ما تتسيد الساحة العامة فتتحول البلاد إلى بلد القضية الواحدة، وهي عادة ما تنتهي وتتوارى دون حل ليتم التفتيش عن أزمة جديدة.المؤسف أنه في ذلك الإطار العبثي، تضيع الأولويات، وتتوه الرؤى، ويختل التركيز، فيصبح الإصلاح والتنمية إن وجدا، في الصفوف الخلفية. وينشغل الجميع بصغائر الأمور بقيادة النخب السياسية والاجتماعية.لا، بل يتمكن شخص واحد لا أكثر أن يشعل الأجواء لتصبح مجمل البلاد عبارة عن حفلة زار وينغمس المجتمع في حالة هستيريا جماعية، ليهدأ ريثما يفكر أحد ما في مكان ما في افتعال أزمة جديدة ولا حول وقوة إلا بالله.