مراهقة مرحلة التعليم الثانوي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام
تتميز مراهقة مرحلة التعليم الثانوي أو كما تسمى مرحلة المراهقة الوسطى أو مرحلة الشباب التي تكون من سن 15 إلى 18 سنة، بالبطء النسبي في معدّل النمو الجسمي وتتناسق أجزاء الجسم نسبياً مقارنة بالمرحلة السابقة، كذلك تظهر فروق مميزة في تركيب جسم كل من الجنسين بصورة واضحة، فيزداد نمو عضلات الجذع والصدر والرجلين بدرجة أكبر من نمو العظام ليستعيد المرء اتزانه الجسمي ويتحسّن شكله القوامي.
نتيجة لعمل الهرمونات الجنسية كهرمون الذكورة التسترون والأندروجين عند الذكور وهرمون الأنوثة الاستيروجين عند الإناث، يصل الجنسان إلى نضجهما الجنسي والبدني الكامل تقريباً، إذ تتخذ ملامح الوجه والجسم صورتها الكاملة تقريباً من نمو للأعضاء التناسلية والعضلات والعظام والدهون والشعر والحنجرة.يعلّق المراهق أهمية كبيرة على جسمه النامي ويزداد مفهوم الذات الجسمية، فينظر إلى جسمه كرمز لذاته ويلاحظ شدة اهتمامه بجسمه وحساسيته الشديدة للنقد أو التعليق في ما يتعلق بالتغيرات الجسمية السريعة، لذلك يحتاج إلى تكوين مفهوم إيجابي عن مكونات الجسم النامي من نواحي الطول والوزن والسمنة، وتؤثر هذه المفاهيم في نموه الاجتماعي.النمو الجسمي- تقلّ سرعة النمو الجسمي في هذه المرحلة مقارنة مع المرحلة السابقة.- يزداد الطول والوزن عند الجنسين لكن يكون الذكور أطول وأثقل وزناً من الإناث.- تظهر فروق جسمية واضحة بين الجنسين.- تزداد الحواس دقة ورهافة كاللمس والتذوق والسمع.النمو الفيزيولوجي- ينخفض معدل النبض قليلاً عن المرحلة السابقة.- يرتفع ضغط الدم تدريجاً.- تنخفض نسبة استهلاك الجسم للأوكسيجين.- يقلّ عدد ساعات النوم اليومية فيصل المتوسط إلى 8 ساعات.- تزداد الشهية والإقبال على تناول الطعام.- تصبح عضلات الذكور قوية ومتينة في حين تتميز عضلات الإناث بالطراوة والليونة.- يزداد حجم القلب.النمو الحركي- في هذه المرحلة يظهر الاتزان الحركي التدريجي.- يقترب النشاط الحركي من الاستقرار.- تزداد المهارات الحسيّة الحركية عموماً.- تأخذ النواحي النوعية للمهارات الحركيّة في التحسن والرقي لتصل إلى درجة عالية من الجودة.- يزداد التوافق العضلي العصبي بدرجة كبيرة.- تزداد سرعة زمن الرجع وهو الزمن الذي يمضي بين المثير وبين الاستجابة لهذا المثير.- تعتبر هذه المرحلة لدى الجنسين ذروة جديدة للنمو الحركي وسرعة اكتساب وتعلّم الحركات وإتقانها وتثبيتها.- يساعد عامل زيادة قوة العضلات التي يتميز بها الذكور في هذه المرحلة على ممارسة أنشطة رياضية تتطلب قوة عضلية كبيرة.- تساعد زيادة مرونة عضلات الإناث على ممارسة أنشطة رياضية مختلفة كالجمباز والباليه والتمرينات الفنية.وتساهم عمليات التدريب الرياضي المنظّمة في بلوغ المستويات الرياضية العالمية، كذلك تؤدي عمليات التركيز الواعية والإرادة القوية دوراً في نجاح عمليات التعليم والتدريب بسرعة فائقة، ويستطيع الجنسان الوصول إلى أعلى المستويات الرياضية في أنشطة رياضية مثل السباحة والجمباز والتمرينات.النمو العقلي- تنضج القدرات العقلية المختلفة وتظهر الفروق الفردية في القدرات وتنكشف استعدادات المراهقين الفنية والثقافية والرياضية والاهتمام بالتفوق الرياضي وتظهر المهارات اليدوية.- تهدأ سرعة نمو الذكاء ويقترب من الوصول إلى الاكتمال في هذه المرحلة.- تزداد القدرات اللفظية والميكانيكية والسرعة الإدراكية.- يظهر الابتكار والإبداع والتمييز.- يأخذ التعليم طريقه نحو التخصّص المناسب للمهنة أو العمل.- ينمو التفكير المجرد والتفكير الابتكاري.- تزداد القدرة على التحصيل وعلى نقد ما يقرأ من معلومات.- التميّز بالطابع الخيالي والاتجاه نحو القراءة والاطلاع الذي ينمي الخيال.النمو الاجتماعي- تزداد الخبرات المكتسبة من مراحل النمو السابقة. - تزداد النزعة إلى الاستقلال في الرأي والتصرّف كي يشعر المراهق بالمساواة مع الكبار.- تزداد الرغبة في المناقشة والمجادلة خصوصاً مع الكبار تأكيداً للنزعة الاستقلالية.- الميل إلى المشاركة في أعمال تطوعية مجتمعية ومساعدة الآخرين وأعمال الإصلاح الاجتماعي.- الاهتمام ببحث الأمور المتعلّقة بالدين والفلسفة والكشف عن الأسباب والمسببات ما يؤدي إلى الشكّ في أمور كثيرة ويعوق الاتزان النفسي.- زيادة الرغبة في مشاركة الأصدقاء المحاورة والمناقشة والبقاء معهم أطول فترة.- زيادة ميل كل جنس إلى الآخر وما يرافق ذلك من زيادة الاهتمام بالمظهر والتأنق في الأزياء واختيار الألوان اللافتة.- زيادة حساسية الشباب من الكبار خصوصاً ما يؤثر في علاقتهم بهم.- بدء الاهتمام بالدراسة والمستقبل وتكوين أسرة خصوصاً بالنسبة إلى الإناث.- زيادة الشعور بالمسؤولية والميل إلى مساعدة الآخرين.- الرغبة في مقاومة السلطة والميل إلى انتقاد الوالدَين والتحرر من سلطتهما.النمو الانفعالي- الانفعالات قوية تغلب عليها الحماسة.- يغلب الفرح والسرور عند الشعور بالقبول والتوافق الاجتماعي وعند إشباع الحاجة إلى الحبّ.- التميّز بالحساسية الانفعالية ويرجع ذلك إلى عدم تحقيق التوافق مع البيئة المحيطة من أسرة ومدرسة ومجتمع.- تغلب مشاعر الغضب والثورة والتمرّد نحو مصادر السلطة في الأسرة والمدرسة والمجتمع.- يتعرّض البعض لحالات من الاكتئاب واليأس والقنوط والانطواء والحزن نتيجة للإحباطات والصراعات.نقاط يجب على الوالدين والمربين والمسؤولين مراعاتها- حساسية المراهق الزائدة تدفعه إما الى الهروب من الواقع وكبت الانفعالات أو الى التهور.- الحاجة إلى اللعب والترويح والراحة والاسترخاء والتغذية الكافية.- الحاجة إلى تحمّل المسؤولية وممارسة الحياة الديمقراطية عن طريق الانتماء إلى جماعة توفر له حاجته.- الحاجة إلى رعاية كافية تتضمن عدم التعرض للأمراض والإصابات لتستمرّ عملية النمو بشكل سليم.- الحاجة إلى قدر كاف من الثقافة العامة والمهارات العملية إلى جانب الخبرات الاجتماعية اللازمة لحياته.- الحاجة إلى ممارسة نشاط تعاوني تطوعي جماعي مع أقرانه.- الحاجة إلى فهم انفعالاته ومساعدته في التغلّب على مخاوفه وأسباب قلقه والتخلّص من الخجل والارتباك الناتج من الفشل.- الحاجة إلى تقبّل الاختلاف وتقبّل الرأي الآخر.- الحاجة إلى قراءة سير الأبطال والزعماء والقيم والمبادئ التي تؤدي إلى المواطنة الصالحة.ويؤدي النمو بأنواعه المختلفة إلى اهتمام المراهق بمظهره الجسمي وصحته الجسمية والعقلية والنفسية، ويتعلم أن نموه الجسمي السوي وقوة جسمه وسلامته الصحية ومهاراته الحركية وقدراته العقلية ومظهره الخارجي كلها أمور لها أهمية لجذب انتباه الجنس الآخر والتوافق الاجتماعي عموماً.نصائح للوالدين- عدم التركيز على النمو العقلي والدراسة على حساب النمو الجسمي.- العمل على استثمار طاقة المراهق في أوجه النشاط الرياضي والصحي والثقافي والفني والعلمي والاجتماعي.- نشر الثقافة الصحية وتنمية الاهتمام بالتعرف إلى نواحي الضعف عنده مستعيناً بوالديه والاختصاصيين في المجال.- الاهتمام بالنمو الفيزيولوجي وزيادة وعي المراهق بما يحدث داخل جسمه من نمو وتغيرات.- العناية بالتغذية الصحية والثقافة التغذوية الصحية المتوازنة.- الاهتمام بالمراهقين الذين لا يشاركون في النشاط الحركي بسبب مشاكل صحية أو عاهات جسمية.- عدم دفع المراهقين غير المتكافئين في النمو الجسمي والحركي إلى التنافس الرياضي تجنباً للمشاكل النفسية.- تشجيع المراهقين على التعليم الذاتي ما يساعدهم على التعليم المستمر خارج المدرسة مدى الحياة.- التدريب على التفكير بأسلوب علمي ينمّي لديهم القدرة على التجديد والابتكار.- الاهتمام بزيادة ثقافة المراهقين وتنوّع معلوماتهم وخبراتهم.- الاهتمام بالمراهقين المتفوقين عقلياً والمبتكرين وتنمية قدراتهم ومواهبهم.- تشجيع المراهقين على الطموح وتحقيق طموحاتهم بالعمل المدروس الجاد.- الاهتمام بالإرشاد النفسي والتربوي والمهني عن طريق الاختصاصيين وقت الحاجة.- تربية الانفعالات وترويضها لتحقيق التوافق الانفعالي السوي عن طريق تنمية الثقة بالنفس والتغلّب على المخاوف وضبط الانفعالات.- العمل على التخلّص من الحساسية الانفعالية والشعور بالذات.- مساعدتهم في فهم الآخرين وتشجيعهم على ذلك.- تشجيعهم على القيادة والزعامة وتحمّل المسؤولية.- استغلال ميول المراهقين في تنمية الشخصية ومساعدتهم على شغل أوقات الفراغ بهوايات مفيدة.- التربية على القيم الاجتماعية والخلقية والدينية.