75 ألف مصلٍّ أحيوا ليلة الخامس والعشرين في المسجد الكبير

75 ألف مُصلٍّ أحيوا ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان حسب إعلان رئيس اللجنة الإعلامية، إذ توافدت هذه الحشود منذ ساعات مبكرة لتعكس الوازع الديني الذي يحرك القلوب المؤمنة في هذا البلد الطيب.

في أجواء مفعمة بالإيمان والنفحات الربانية زحف نحو 75 ألف مصلٍّ إلى مسجد الدولة الكبير حسب إعلان رئيس اللجنة الإعلامية علي عبدالله شداد لأداء صلاة القيام لليلة الخامسة والعشرين، إذ كانت هذه الحشود مرآة تعكس الوازع الديني الذي يحرك الجموع المؤمنة على أرض هذا البلد الطيب إلى هذا الملتقى الإيماني العملاق، وتبرز للعالم أجمع هذا التلاحم البديع الذي يتسم به المجتمع الكويتي.

وكان الإمام في الركعات الأربع الأولى من هذه الليلة هو القارئ فهد الكندري الذي استهل قراءته بسورة الفرقان، إذ اتسمت قراءته بالهدوء الخاشع الذي تنجذب إليه القلوب وتتغذى به الأرواح، وفي الركعات الأربع الأخرى أمَّ المصلين القارئ الشيخ مشاري العفاسي الذي قرأ من سورتي الشعراء والنمل، وتضرع إلى الباري عز وجل في دعاء القنوت بعد انتهاء هذه الركعات الأربع، وفي ركعات الشفع والوتر، إذ انهمرت لدعائه العيون في البكاء، وتعالت الأصوات مؤمنة تعتصر قلوبها الخشية.

وبعد انتهاء الركعات الأربع الأولى استمع الحضور إلى خاطرة إيمانية حلق فيها الشيخ الداعية نبيل العوضي في سورة الشعراء، إذ أشار إلى "جملة من القصص القرآني التي وردت في السورة المحكمة في ومضات نورانية سريعة بيَّن فيها أن التاريخ البشري كثيراً ما يعيد نفسه"، لافتا إلى أن "الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم رسالتهم واحدة ترتكز على التوحيد".

ليلة الـ 27

من جانبه، دعا وكيل وزارة الأوقاف المساعد للشؤون الثقافية إبراهيم الصالح "جموع المواطنين والمقيمين إلى اغتنام الليالي المباركة من العشر الأواخر والحرص على إحياء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك"، مؤكداً أن "المسجد اكتسى بأبهى حلله لشهود هذه الليالي المباركة"، سائلاً الله عز وجل أن "توافق إحداها ليلة القدر وأن الجميع إياها".

وأشاد الصالح "بالترتيبات الخاصة باستقبال المصلين وتهيئة الجو الإيماني والروحاني في المسجد الكبير، لا سيما أنها تمت بصورة مميزة وبتعاون ملحوظ بين كل الجهات المشاركة"، مثمناً "دور اللجان الرسمية والأهلية والمتطوعين الذين يقومون بمتابعة كل الملاحظات التي أبداها المصلون حتى يتم تداركها، خصوصاً أن مساجد الكويت عامة والمسجد الكبير على وجه الخصوص يستضيف خلال العشر الأواخر نخبة كبيرة من قراء وعلماء ودعاة دولة الكويت يزينون بيوت الله تعالى ويجملون ليل المتهجدين، وعلما بأن هؤلاء يحظون بجماهيرية عريضة في العالم الإسلامي، متمنياً من "الله تعالى أن يتقبل الصلاة وقنوت المصلين ودعواتهم والأعمال المضنية للعاملين والموظفين والمتطوعين، كما ندعو المصلين إلى التعاون مع اللجان العاملة من أجل تقديم خدمات أفضل، فكل أفراد اللجان والمتطوعين يستشعر الأجر العظيم في خدمة المصلين، وهناك كثير من النصوص الشرعية التي تعزز الدور التطوعي الرائد في هذا الجانب".

«الوعي الإسلامي»

جاءت مشاركة مجلة "الوعي الإسلامي" التابعة لقطاع الشؤون الثقافية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ليالي العشر الأواخر من رمضان بالمسجد الكبير مميزة عن غيرها من المشاركات، إذ حرصت إدارة المجلة على إهداء إصداراتها المجانية المتميزة للمتهجدين من ضيوف المسجد في الليالي المباركة في هذا المشهد الإيماني المهيب.

إذ حظيت إصدارات المجلة بإقبال جموع المصلين عليها بشكل ملحوظ، إذ إنها اتسمت بالفكر المستنير والوسطية التي تميز بها الفكر الإسلامي، ولا سيما أنها جمعت بين أصالة الماضي العريق، من خلال إحياء مقالات نشرت في المجلة عبر تاريخها الطويل لشخصيات إسلامية كان لها أثرها في الدعوة الإسلامية وتوجيه الفكر الإسلامي، إذ تعمل على جمع هذا التراث في كتب مستقلة.

يُذكَر أن مجلة الوعي الإسلامي من المجلات العريقة التي تعد مفخرة للعمل الإسلامي في العالم كله منذ ستينيات القرن الماضي، وقد شهدت طفرة ملحوظة في مضمونها وإخراجها في الآونة الأخيرة، فضلا عن تنوع إصداراتها التي تهديها إلى الأمة الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة.

... ومسجد بيبي البدر يواصل إحياء العشر الأواخر

الحربي : قراء المركز الرمضاني أشاعوا الأجواء الإيمانية بين المصلين

أكد المشرف العام للمركز الرمضاني في مسجد بيبي البدر مرزوق الحربي أن "ليلة الخامس والعشرين من الليالي الوتر تزيد كثافة المصلين فيها وحرصنا في هذه الليلة ان نوفر اقصى درجات الراحه للمصلين، إذ عملنا على تجهيز الضيافه بعد صلاةالتراويح مباشرة وتنظيف المسجد والمصليات التابعه له كما تم تجهيز دورات المياه وتنظيفها حتى يؤدي المصلون القاصدين للمركز الرمضاني صلاتهم بكل اريحية وهدوء وطمأنينة ولا يشغلهم عن الصلاة شئ".

وقال الحربي انه "تم تشكيل لجنة نظام هدفها ضبط الجو في المسجد واشاعه الهدوء فيه وتنظيم خروج ودخول المصلين والحد من ازعاج الذي من الممكن أن يحدث من الاطفال كما تحرص اللجنة على دخول المصلين للمسجد بهدوء وسكينة وخروجهم بمثل دخولهم من الهدوء والسكينة".

برنامج متكامل

بدورها، اشارت المسؤولة النسائية للمركز سوسن الشرف ان "ادارة التنمية الاسرية اعدت برنامجا متكاملا للدروس النسائية وكانت في هذه الليلة محاضرة بعنوان في نظرتهم عبرة ألقتها احدى الداعيات في المركز"، موضحة ان "اللجنة النسائية في المركز تقوم بدور كبير في تنظيم الاخوات المصليات ومراعاه كبيرات السن بتوفير لهن كراسي ثابته وتجهيز لهم اماكن مخصصة، كما حرصنا في المركز على معالجة جميع الظروف الطارئة وتبليغ فريق العمل بها أولا بأول".

الجدير ذكره، أن ليلة الخامس والعشرين في مسجد بيبي البدر المركز الرمضاني لإدارة مساجد محافظة الأحمدي شهدت خاطرة ايمانية من الشيخ عبدالله العجمي الذي أكد أن "شهر رمضان ضيف كريم لم يبق له الا ايام معدودة ويرحل عنا فلنغتمه باقي أيامه ولياليه بالصلاة والذكر والدعاء وطلب المغفرة"، مشيرا الى أن "رمضان ما ان هل علينا الا ورحل وكأن الايام تتسابق والاعمار تمضى ولا يبقى لنا الا العمل الصالح".