وصف علي العلاق القيادي في "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أمس، دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكتل السياسية العراقية للحضور إلى الرياض للتباحث وحلِّ الخلاف على تشكيل الحكومة، بأنها "جاءت متأخرة".
وأوضح العلاق في اتصال مع "الجريدة" أن "ائتلاف دولة القانون المنضوي ضمن التحالف الوطني يولي اهتمامه للمبادرة الوطنية لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني التي لها الأولوية، خصوصاً أن هناك اتفاقاً بين الكتل السياسية بشأنها، وتمّ قطع شوط مهم في المفاوضات لبحثها وتشكيل اللجان التحضيرية التي تعمل لمناقشة المحاور الرئيسية، تمهيداً لعقد اللقاء المرتقب لقادتها في أربيل قريباً".وأضاف القيادي في "دولة القانون": "تلبية دعوة العاهل السعودي ستؤخر تشكيل الحكومة، خصوصاً أننا أمام سقف زمني حددته المحكمة الاتحادية العليا لاستئناف جلسات البرلمان وحسم مسألة الرئاسات الثلاث، ولا سيما رئاسة البرلمان"، مؤكداً أنها "ستزيد المشهد السياسي تعقيداً". ولفت إلى أن "القوى السياسية تتحاور حالياً لعقد جلسة البرلمان خلال الأيام الأربعة المقبلة، وقد وصلنا إلى حل قريب ومراحل متقدمة لإعلان اتفاق وطني".واستدرك العلاق بالقول إن ائتلافه "يثمن دعوة الملك السعودي وحرصه على توفيق الآراء بين الكتل السياسية وعدم تأخير تشكيل الحكومة، إلا أن التحالف الوطني يقدم مبادرة البرزاني على أي دعوة خارجية".في غضون ذلك، قال القيادي في "المجلس الأعلى الإسلامي" الذي يتزعمه عمار الحكيم، حبيب حمزة الطرفي أمس، إن المجلس "يثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تدل على حرص المملكة على إنهاء الأزمة السياسية في العراق"، إلا أنه اعتبر أن "مبادرة الطاولة المستديرة التي دعا إليها رئيس إقليم كردستان هي الأنسب بوصفها مبادرة وطنية عراقية".وأوضح الطرفي: "المبادرة جاءت متأخرة، ونحن في المجلس الأعلى نتعامل معها بإيجابية، لا سيما أنها تتم تحت مظلة الجامعة العربية، رغم أننا لم نتلقَّ الدعوة بشكل رسمي، لكننا سمعنا ذلك من وسائل الإعلام".وأضاف القيادي في "المجلس الأعلى": "نحن بصدد تلبية مبادرة الطاولة المستديرة التي دعا إليها رئيس إقليم كردستان، وهي المبادرة التي أكد أهميةَ تلبيتها زعيم المجلس الأعلى مراراً وتكراراً، والتي نعتبرها هي الأقرب والأنسب إلينا لأنها تتم داخل العراق ومَن أصدرها معنيٌّ بالعملية السياسية وهو مَن يدافع عنها، وبالتالي فإن وجود مبادرة وطنية أجدر وأنفع للسياسيين العراقيين". وتابع: "أزمة تشكيل الحكومة هي مشكلة عراقية، وعليه فنحن لا نحبِّذ التدخُّل الدولي أو الإقليمي في الشأن العراقي، حتى وإن كان لمصلحة الكتل السياسية برمتها".إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية في الرياض، أن هدف مبادرة العاهل السعودي بشأن العراق هو "الحفاظ على وحدة العراق وهويته"، مؤكداً أن "المبادرة لا تخضع لأي شروط مسبقة".وشدد الفيصل على أن "المبادرة تحترم إرادة الشعب العراقي، وأن المملكة ليس لديها أي تحفُّظ عن تولِّي أي شخصية رئاسة الحكومة العراقية"، موضحاً أن "المبادرة تستند إلى قرارات القمة العربية".وأكد وزير الخارجية السعودي أن "ما ترجوه المملكة هو مساعدة العراقيين على التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف"، مشيراً إلى أن "المملكة تثمن مبادرة رئيس إقليم حكومة كردستان مسعود البرزاني لإدارة حوار بين الفرقاء السياسيين في العراق".
آخر الأخبار
«ائتلاف المالكي»: مبادرة السعودية جاءت «متأخرة»
01-11-2010