في زيارة أقرب ما تكون إلى الجولة الانتخابية، طاف الرئيس المصري حسني مبارك أرجاء محافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، وزار للمرة الأولى مركز "نصر النوبة"، الذي قطنه النوبيون بعد تهجيرهم القسري في أعقاب بناء السد العالي وإغراق قراهم الأصلية تحت مياه بحيرته الصناعية العملاقة في ستينيات القرن الماضي، وهو ما كان بداية لتوتر كبير في علاقة النوبيين بالدولة المصرية.

Ad

ثم افتتح مبارك، الذي كثف من زياراته الميدانية لمحافظات الصعيد في الأشهر القليلة الماضية، عدداً من المشروعات التنموية والخدمية شملت مشروعات لضخ الغاز الطبيعي إلى أسوان، وهي المرة الأولى التي يصل فيها الغاز إلى أقصى الجنوب، الأمر الذي تعتبره الحكومة المصرية إنجازاً كبيراً لها، وفاتحة لجذب استثمارات صناعية عملاقة تسهم في تنمية الجنوب الذي ظل لعقود محروماً من الخدمات الأساسية، كما شهد أعنف فصول المواجهات الدامية بين قوات الأمن المصرية وعناصر الجماعات الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي.

وافتتح الرئيس المصري إحدى قرى الظهير الصحراوي في منطقة تبعد عن مدينة أسوان بنحو 70 كيلومترا، وهو أحد المشروعات التي تنفذها الحكومة المصرية لمواجهة تآكل الرقعة الزراعية بفعل البناء العشوائي عليها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكن نتيجة الزيادة السكانية الكبيرة التي تعانيها البلاد.

والتقى مبارك عدداً من القيادات السياسية والشعبية في محافظة أسوان، في لقاء جماهيري حضره نواب المحافظة في البرلمان، ونواب المجالس البلدية ورجال دين من مسلمين ومسيحيين.

وأدار مبارك خلال المؤتمر حواراً مع حضور المؤتمر أجاب خلاله عن أسئلتهم التي ركزت على مشروعات التنمية بالمحافظة، وتداعيات نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

واختتم الرئيس المصري جولته في محافظة أسوان بافتتاح مستشفى "نصر" المركزي، الذي يقع في مدينة نصر النوبة، وهي المدينة التي يقطنها أكبر تجمع للنوبيين في مصر حالياً، بعد تهجيرهم وغرق قراهم نتيجة إنشاء بحيرة السد العالي.

وشهدت السنوات الأخيرة تصاعد المطالب والاحتجاجات النوبية ضد ما يرونه "ظلما" لهم، وتقاعسا من جانب الدولة عن تعويضهم بشكل مناسب عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء تهجيرهم من قراهم الأصلية.

وكان مبارك قرر قبل عدة أشهر تخصيص مساحات واسعة من الأراضي المخصصة للاستثمار على ضفاف بحيرة السد العالي، بعد احتجاجات نوبية واسعة ضد تخصيص تلك الأراضي لرجال أعمال لا يمتون إلى النوبة أو الجنوب بصلة، ما اعتبره النوبيون إقصاء وتجاهلاً حكومياً لمشاكلهم ومطالبهم.