يخشى الغزيون من حرب جديدة قد تشنها إسرائيل ضدهم رداً على رشقات صاروخية متقطعة تطلقها فصائل فلسطينية مسلحة عبر الحدود. وشنت إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة في نهاية ديسمبر عام 2008، لإضعاف حكومة حركة حماس التي تسيطر على الجيب الساحلي الصغير.

Ad

وتتباين مواقف العشرات من سكان القطاع الرملي، حول الهجمات الصاروخية التي تطلق من حين لآخر على بلدات يهودية محاذية للقطاع، إذ يؤكد البعض حق الفصائل الفلسطينية في مواصلة المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، بينما يرى البعض الآخر أن توقيتها غير مناسب، خصوصاً أن السكان لم يتعافوا بعد من آثار الحرب الأخيرة.

وتقول باسمة التي فقدت منزلها في الحرب الأخيرة لـ"الجريدة": "اثار الحرب الأخيرة مازالت حاضرة (...) نحن مهجرون عن منازلنا ولم يبن لنا مساكن بديلة"، وأضافت "الحرب الإسرائيلية المتوقعة باتت تسيطر على حديث مجالسنا".

من جهته، أعرب ماجد وهو واحد من مئات الفلسطينيين الذين مكثوا لأشهر طويلة في علاج أطفالهم من آثار الصدمة التي أصيبوا بها عشية الحرب الأخيرة، عن خشيته من شن إسرائيل حرباً أعنف من سابقتها، مشيراً إلى أن حكام إسرائيل الحاليين أسوأ من سابقيهم. وتوجه أمس ما يزيد على 241 ألف طالب إلى مدارسهم في قطاع غزة الذي يعاني نقصاً في المدارس، وسط مخاوف من هجمات اسرائيلية. ويرى أبوإبراهيم الناشط في حركة الجهاد الإسلامي الأكثر تشدداً، ضرورة مواصلة فصائل المقاومة للعمليات المسلحة في كل الأراضي الفلسطينية، وأضاف لـ"الجريدة": "الاحتلال يحاصرنا منذ سنوات ويستبيح أرضنا وقتما شاء (...) إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة".

وتتفق حركة حماس في توقعاتها مع الشارع الغزي، إذ تتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً إسرائيلياً في قطاع غزة. ويقول القيادي في "حماس" صلاح البردويل في تصريحات صحافية: "لا نتحدث عن توقعات، وإنما عن وقائع على الأرض من اللحظة الأولى التي انطلقت فيها المفاوضات، يبدو أن هناك تصعيداً صهيونياً".

وتخلي قوى الأمن التابعة لحكومة "حماس" مواقعها، لاسيما في ساعات الليل خوفاً من ضربات جوية إسرائيلية مباغتة. ويقول شهود عيان لـ"الجريدة"، إن رجال الأمن التابعين لسلطة "حماس"، ينتشرون بكثرة على الطرقات الموازية للحدود، ويجرون تفتيشات للمركبات لمنع إطلاق الصواريخ، إلا أن الجهات الرسمية في غزة لم تفصح عن ذلك، وتؤكد مواصلة المقاومة.