تفاعلت أمس، قضية اتهام غير مباشر وجَّهه الكاتب والصحافي محمد حسنين هيكل إلى الرئيس الراحل أنور السادات الذي "أعد فنجان قهوة قيل إنه مسموم" تناوله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبيل وفاته بثلاثة أيام.

Ad

فقد تقدمت رقية السادات ابنة الرئيس السابق ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود تتهم فيه هيكل بالإساءة لوالدها ضمن حلقة أخيرة من برنامج "مع هيكل" الذي تبثه قناة "الجزيرة" الفضائية، ما أعاد فتح ملف اغتيال عبدالناصر من "فوهة" فنجان قهوة.

ورفض هيكل الاتهامات الموجهة إليه، في وقت قال محامي أسرة السادات سمير صبري إن "السيدة رقية السادات نجلة الرئيس الراحل، تشعر بحالة من الحزن الشديد تجاه الاتهامات المتكررة لوالدها بأنه وراء وفاة الرئيس عبد الناصر"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأسرة في انتظار تحقيقات النائب العام المصري لاستكمال إجراءات مقاضاة هيكل.

ومن ناحيته، رفض مدير مكتب الرئيس عبد الناصر، سامي شرف، الإدلاء بشهادته عن الواقعة أو التعليق عليها مؤكداً لـ"الجريدة" اعتزاله العمل العام منذ 2005.

لكن الروائي والكاتب الصحافي المُقرب من هيكل، يوسف القعيد، اعتبر أن "الضجة المثارة حالياً هي تجلي حقيقي لأزمة نخبة لا تقرأ ولا تشاهد أوتتقصى الحقائق"، مؤكداً في الوقت ذاته أن "أسرة السادات ترد على ما لم يقله هيكل، لأنه أورد الحكاية في معرض النفي لها".

وحول الملابسات المحيطة بالحادث، أوضح الكاتب الصحافي والمؤرخ صلاح عيسى، أنه "من الناحية الموضوعية فإن تاريخ عبد الناصر المرضي وإصابته بأزمات قلبية متكررة، كفيل بنفي الواقعة"، مُعرباً عن اعتقاده بأن "أسلوب القتل لم يكن وارداً بين ثُوار يوليو 1952، لأنهم رفقة في تنظيم الضباط الأحرار وأكثر من ذلك تربطهم علاقات إنسانية واجتماعية".

في السياق لم يستبعد حاتم صادق، صهر الزعيم عبدالناصر، في تصريحات صحافية ‏أن يكون حموه تعرض للقتل، مشيراً إلى احتمالين لوفاته "كثرة‏ ‏الضغط‏ ‏احتمال أول ‏و‏الاحتمال‏ ‏الآخر‏ ‏أنه‏ ‏قتل‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏مستهدفاً ‏من‏ ‏قبل‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الناس‏، ‏بخاصة أنه كان ‏يمثل‏ ‏‏العقبة‏ ‏الرئيسية‏ لعدد من الأطراف ولا‏ ‏أستبعد‏ ‏إسرائيل‏ ‏من ‏هذه‏ ‏الفعلة"‏.

وكان هيكل أورد خلال حلقة برنامج "مع هيكل" على قناة "الجزيرة" مساء الخميس الماضي، واقعة كان أحد شهودها، وهي تطوع نائب رئيس الجمهورية وقتئذ أنور السادات بعمل فنجان من القهوة "قيل إنه مسموم" للرئيس عبد الناصر، حيث أخرج الطباخ النوبي من المطبخ، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام. وعلى الرغم من استبعاد هيكل لفكرة تورط السادات في مؤامرة من هذا النوع  فإن أسرة الرئيس السادات تقدمت ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد هيكل متهمة إياه بالإساءة إلى والدهم الراحل.

المحاكم المصرية كانت قد قضت بتغريم، هدى عبدالناصر نجلة الرئيس الراحل، مبلغ 30 ألف دولار في أواخر أغسطس الماضي، لاتهامها الرئيس السادات بقتل والدها دون دليل أو وثيقة.