الدويلة: احنا راضين وأنتم تأبَون

نشر في 04-10-2010
آخر تحديث 04-10-2010 | 00:00
 علي محمود خاجه يطالب الوافد الجديد للزميلة «القبس»، الكاتب الحدسي المخضرم مبارك الدويلة يوم الأربعاء الماضي في مقاله، تعليقا على منع الكتب في معرض اللوازم المدرسية «المسمى مجازا بمعرض الكتاب «بأن المتطرفين من أصحاب الفكر الليبرالي يجب أن يسكتوا عن التعليق على منع الكتب، في حين أن العقلاء والمثقفين يجب أن يقفوا مع وزارة الإعلام ويقدموا لها الإجلال والاحترام».

وبما أنني لست ليبراليا متطرفا فلن أسكت، كما أنني لن أقف إجلالا واحتراما لوزارة الإعلام، وهو ما يعني أنني سأكون مجنونا في نظر «بومعاذ» وما أحلى هذا النوع من الجنون.

الأستاذ مبارك يقول وبالحرف الواحد ما يلي: «إن الكويت مهما قلتم عنها ومهما رأيتم منها تظل بلداً إسلامياً محافظاً بأغلبية أهله وساكنيه!! قد تشاهدون هنا وهناك بعض مظاهر التحلل من بعض السلوكيات لكنها تظل شاذة ونادرة، أما أغلبية سلوكيات أهلها فتنطلق من موروثهم الديني والاجتماعي».

حينما يقرأ أي شخص هذه الأحرف الذهبية التي خطتها يد الدويلة لا بد له أن يتفكّر جيدا في مضمونها، ولمن فاته المضمون نكرره بصورة أكثر وضوحا، الدويلة يقول إن مظاهر التحلل (وأعتقد أنه يقصد فيها الانحلال الأخلاقي) شاذة ونادرة في الكويت. وهو ما يعني أنها ليست حالة عامة وليست ظاهرة وليست قضية رأي عام وليست سوساً ينخر كياننا، وليست خطراً يهدد ديننا، بل إنها حالات نادرة وشاذة وقليلة، وهو ليس أمرا مقتصرا على أبناء الكويت، بل على ساكنيها أيضا، أي أن المقيمين مشمولون أيضا برأي الدويلة.

جميل يا «بومعاذ» جميل، ما تقول ورائع، بل إنه صلب حديثنا على مر السنين وصراعنا الدائم مع الأصوليين، فقد رددنا منذ الأزل بأن الانحلال نادر وشاذ والاستقامة الاجتماعية هي الحالة العامة بالكويت، وكان الأصوليون هم من يقول عكس ذلك، ولكنك تأتي اليوم لتبتعد عن تلك الأصولية وتردد ما نقول.

لكن لحظة يا «بومعاذ» دعني أستوقفك قليلا، مادام التحلل الأخلاقي كما تسميه حالة شاذة ونادرة، لماذا إذن أيدتم وشاركتم، وأنا أتحدث عن تنظيمك تحديدا، وجود ما يسمى بلجنة للظواهر السلبية وقوامها خمسة أعضاء (منهم عضوان من حدس)؟ هل يعقل أن نأخذ جهد عُشر أعضاء المجلس لحالات نادرة وشاذة كما تفضلت؟ ولماذا شغلتم شباب الكويت لأكثر من 40 عاما لفصل التعليم، ومازلتم متذرعين بالحجة الأخلاقية أيضا؟ أوليست الأخلاق قويمة إلا ما ندر، أم أنكم عاقبتم الأغلبية لما ندر من سلوكيات؟ لماذا تمنعون الاحتفالات؟ ولماذا تقتلون الترفيه ما دام الانحلال نادرا يا «بومعاذ»؟

إن كلامك يؤكد لنا مدى سطحية تياراتكم التي تركت الشؤون العامة وانغمست فيما ندر وشذّ من الأمور، وهو سر تراجعنا وتخلفنا على مدار الثلاثين عاما الماضية لتحالف الحكومة مع عقلياتكم.

آخر سؤال: مادامت أغلبية المجتمع متمسكة بموروثها الديني والاجتماعي فلماذا نخشى إذن من الكتب ونمنعها يا «بومعاذ»؟

خارج نطاق التغطية:

لست مسؤولا عن «ماجلة» البيت بعد، ولكني قلبا وقالبا مع أي مقاطعة للجشع تتمثل في مقاطعة شراء الطماطم حاليا، واستفسار بسيط لـ»الرشيدة»: ما الشيء الذي تستطيعين التحكم به وأنت عاجزة عن التحكم بسعر الخضار؟

back to top