من المتوقع أن تشهد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء اللبناني المقرر عقدها الأربعاء المقبل في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اختباراً لكل طروحات التهدئة التي برزت في زيارة الرئيس الإيراني، وسط توقعات بألا تنتهي مناقشة موضوع ملف ما يسمى "شهود الزور" إلى قرار، مما يستدعي مزيدا من البحث في جلسات لاحقة.
وتحدث وزير الدولة عدنان السيّد حسين أمس، عن إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي، فسأل "أليس إيقاع الفتنة بين سورية ولبنان وإشعال الفتنة داخلياً سبباً كافياً لإحالة هذا الملف إلى المجلس العدلي؟"، معتبراً أنّه "حتى لو ذهبنا إلى المحاكم العاديّة فسنصل إلى النتيجة المطلوبة، ولكن الإحالة إلى المجلس العدلي هي حتى لا تستغرق القضيّة وقتا طويلاً". وأضاف: "من قال إن ملف شهود الزور فارغ، فتقرير وزير العدل إبراهيم نجّار أكد وجودهم، وهناك مبدأ في القانون هو أن الفرع يتبع الأصل والأصل هو هذا الملف".وبينما تتواصل التحليلات والاستنتاجات المتعلقة بزيارة نجاد للبنان الأسبوع الماضي، أعلنت العلاقات الإعلاميّة في "حزب الله"، في بيان أمس، أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله استقبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، يرافقه وزير الطاقة والموارد المائيّة والكهربائيّة جبران باسيل، بحضور المعاون السياسي الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا، حيث جرى التداول في زيارة الرئيس الإيراني.وشدّد المجتمعون بحسب البيان، على "أهمية الزيارة التاريخية (لنجاد) للبنان"، مؤكدين "نجاحها الرسمي والشعبي وانعكاسها لمصلحة البلدين". كما تمّ بحث الأوضاع السياسيّة والإقليميّة والمحليّة.الجميّلوانتقد عضو كتلة "الكتائب اللبنانيّة" النائب نديم الجميل أمس، تصريحات الرئيس الإيراني التي ألقاها خارج الاجتماعات الرسمية.وقال الجميل: "ما حذّرنا منه منذ أكثر من سنة يؤكد موقفنا المبدئي من حزب الله وتبعيته لإيران ولولاية الفقيه، فالزيارة التي بدأت رسميّة تحوّلت إلى زيارة جزء من لبنان، وسمعنا من خلال الخطب التي ألقاها الرئيس الإيراني كلاماً تحريضياً، وكأن لبنان منصّة لإطلاق الهجوم الكلامي على عدد من الدول العربيّة والأجنبية الصديقة".وتساءل الجميل: "كيف يقبل اللبنانيون أن تتحوّل الزيارة خارج إطارها الرسمي إلى تصدير التوجيهات إلى اللبنانيين يحدد فيها لكل لبنان الموقف الواجب اتخاذه أو عدم اتخاذه؟". وأضاف: "لا نقبل توجيهات من أحد، لا من إيران ولا سورية ولا فرنسا ولا أميركا، فلبنان ليس ولاية إيرانية ولا محافظة سورية".وإذ انتقد تهميش دور الجيش والقوى الأمنيّة الشرعيّة خلال استقبال ووداع الرئيس الإيراني، تساءل الجميل: "ما كدنا ننتهي من مشكلة استباحة المطار منذ بضعة أسابيع حتى تكرر المشهد من جديد خلال وصول ومغادرة نجاد، بعد أن تسلم الأمن في المطار أجهزة أمنيّة غير لبنانية، وكأن المطار منطقة سائبة".وهابإلى ذلك، أكد رئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب أمس، أن "لرئيس الحكومة سعد الحريري دوراً أساسياً يجب أن يضطلع به كرئيس للحكومة، إذ لا يستطيع أن يبقى في دور المتفرج، وهذا الأمر لا يخدمه ولا يخدم لبنان".وهاب الذي أولم لسفيرة ألمانيا بريجيتا ماريا سيفكر ابرلي، وسفير رومانيا دانيال تاناسي، والقائم بالأعمال البريطاني بيريس غربزاليه ترافقه مسؤولة العلاقات السياسية في السفارة، أعرب عن اعتقاده بأنه "إذا بقي الحريري متفرجاً، فسينعكس الأمر سلباً على الأوضاع في لبنان، وبخاصة أننا في سباق مع الوقت، وكل اللبنانيين اليوم أيديهم على قلوبهم والخوف يكبر لديهم من التطورات الآتية"، معتبراً أنَّ "هذا الأمر يجب أن يجد معالجة جدية ومخرجاً سريعاً، لأنه لا يمكن الانتظار كما يقول البعض، إلى ما بعد صدور القرار الظني، لأنه بعد ذلك لا يمكن الوصول إلى مخارج".
دوليات
لبنان: زيارة نجاد «تتفاعل»... وترقب لجلسة «شهود الزور»
17-10-2010