مستشفى أسرار التذكاري
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ونجد في غالبية الدول المتحضرة ما يسمى بالمرفق أو المنطقة التذكارية (Memorial) مثل المستشفى أو المنتزه التذكاري أو المكتبة التذكارية باسم شخصية وطنية أو شهيد قدم إلى بلاده عطاء وتضحية مميزة، وتوجد دائماً لوحة عند مدخل المعلم التذكاري تتحدث عن تاريخه وما قدمه إلى وطنه ليبقى خالداً اسمه وفعله لدى الأجيال القادمة، واليوم ومع قرب الاحتفال بالذكرى العشرين للتحرير، وإعلان وزارة الأشغال العامة إنشاء ثمانية مستشفيات جديدة، ألا يمكن للحكومة أن تبادر إلى إطلاق اسم مستشفى باسم الشهداء الذين ارتبطت أسماؤهم بأفعال المقاومة البطولية، فنرى مستشفى أسرار التذكاري الذي يحمل قصة أفعال وتضحيات الشهيدة أسرار القبندي البطولية، أو مستشفى وفاء التذكاري الذي تكتب على مدخله نبذة عن عمليات الشهيدة وفاء العامر الفدائية لتكون تذكاراً وقدوة لكل الأجيال الحالية والقادمة، تبرز ما يستحقه منهم وطنهم من عمل وفداء، وهي أحداث واقعية في تاريخ بلدنا، تتمناه دول أخرى لا تملكه فتصنع لنفسها أبطالاً من الخيال ليكونوا قدوة لأبنائها.وأعلم أن البعض لديهم حساسية غير مبررة ومواقف سلبية تجاه ما يخص إبراز شهداء الغزو وأبطال التحرير وتسمية بعض المرافق والمواقع بأسمائهم لأسباب مجهولة، وقد سعوا بكل قوة بعد التحرير مباشرة إلى إغلاق هذا الملف وطيه ونجحوا في ذلك، ورغم شكي في أن تقوم الحكومة بمبادرة بهذا الشأن، فإنني أتطلع إلى أن يقوم أصحاب المبادرات الخيرية بتخليد شهداء التحرير، وعلى رأسهم السيدة الفاضلة عائشة المحري، التي يجب أن يسطر اسمها بالذهب في تاريخ العطاء الوطني لتقديمها عشرات الملايين من أموالها إلى المشاريع الصحية والاجتماعية داخل الكويت دون بهرجة وصخب إعلامي، لذا أتمنى من سيدة العطاء الكويتي أن تحقق هذه الأمنية الوطنية، وتبادر إلى وضع حجر الأساس لأحد مشاريعها الصحية الخيرية في الذكرى العشرين للتحرير، وتطلق عليه اسم مستشفى أسرار ووفاء التذكاري ليخلد ذكرى الشهيدتين البطلتين اللتين لم تنجبا ذرية ولكنهما ستبقيان أمهات وأخوات لكل الكويتيين، على أمل أن تلحق الدولة بمبادرات مماثلة حتى نبدأ حقيقة في عمل شامل لتعزيز الانتماء الوطني والتضحية والفداء للبلد بعيداً عن المكاسب الذاتية والانتماءات والمصالح الشخصية.