العلاقة بين تويتر والتوتر


نشر في 12-01-2011
آخر تحديث 12-01-2011 | 00:00
 أ.د. غانم النجار دخل العصفور المغرد «تويتر» ساحة الإعلام من أوسع أبوابها. فقد أصبح تبادل المعرفة والرأي والنقاش التبادلي السريع عبر «تويتر» هو صرعة هذه الأيام. على الرغم من ضغوط الأصدقاء فإنني لم أدخل عالم «تويتر» حتى الآن خشية أن أتعلق به، حيث ستضطر إلى الجلوس ساعات إضافية أمام الكمبيوتر.

ولج عالم «تويتر» الكثير من السياسيين والشخصيات العامة في العالم، بل إن أجهزة الإعلام التقليدي اليوم أصبحت تعتمد على تصريحات السياسيين على مواقعهم «المغردة» «تويتي»، حيث إنها تتابع الحدث ساعة بساعة.

يبدو أن هناك علاقة بين «تويتر» والتوتر، وبالذات لدى الحكومات بدءاً من قائدة العالم الولايات المتحدة وصولاً إلى الكويت.

الولايات المتحدة أصابها توتر من «تويتر»، حيث طالبت أميركا موقع تويتر بالكشف عن هويات وشخصيات بعض الناشطين الذين يتعاملون مع موقع ويكيليكس لملاحقتهم في إطار سلسلة جديدة من ملاحقة «ويكيليكس» وجوليان أسانج.

بالطبع فإنه بات معروفاً أن الحركة الإصلاحية أو الخضراء في إيران كانت تتحرك بشكل فاعل أزعج الحكومة الإيرانية أيما إزعاج وأصابها بالقلق والتوتر.

وفي كويتنا المبتهجة بحجرها على حرية التعبير، سواء من ملاحقات أصحاب الرأي قضائياً من قبل كبار المسؤولين وإيداعهم السجون، أو التحرك الجاد لإيقاف التجمعات والاجتماعات، تردد أن بعض «المغردين» عبر «تويتر» قد تم استدعاؤهم من قبل جهاز أمن الدولة. لا أدري إن كان هذا الخبر صحيحاً أم لا، ولكن إن صحت هذه الأخبار فإنه يتضح لنا أن هناك علاقة وثيقة بين «تويتر» والتوتر. مع أن «التويتر» ليس إلا عصفوراً صغيراً يغرد في الفضاء بعيداً عن الأقفاص والقيود إلا أنه وعلى صغره واصفراره يبدو أنه سبب قلقاً وتوتراً للحكومات، وهو دليل آخر على أن للحكومات أجسام بغال وأحلام عصافير، ولكنها عصافير على شاكلة تلك التي جسدها جاك نيكلسون في فيلمه الشهير «وطار فوق عش الوقواق». أما عصفورنا «تويتر» فسندخل عالمه قريباً دون توتر.

back to top