أول العمود: حلت أصابعنا محل ألسنتنا بسبب الهواتف النقالة المبهرة.

Ad

***

حرام ما تفعله القنوات الفضائيات الكويتية بالمشاهدين! فهل يعقل أن تكون برامج السهرة مع أعضاء مجلس الأمة مع كامل احترامنا لهم؟! ألا يكفي عرض الجلسات في التلفزيون، وعناوين الصحف والرسائل النصية كل يوم، وكأن القارات الخمس اختزلت في قبة عبدالله السالم؟!

شحن الجمهور وتغذيتة بالجدل والمشاحنات يؤديان إلى أمراض اجتماعيه قد لا نعيها، وهروب الكويتيين أسبوعيا إلى إمارة دبي أصبح أحد الأدوية المؤقته لفك الأزمات النفسية التي يعيشها الناس في الكويت، والمطلوب من الحكومة والقطاع الخاص المبادرة في تحريك الأجواء الثقافية والفنية بشكل متواصل، وطوال العام، واستغلال الطقس الجميل لعمل فعاليات تخرج الناس من بيوتهم ليتنفسوا ويستمعوا إلى شاعر أو فنان.

في الشهر الماضي لمست تعطش الناس للفرح، حينما جلبت إحدى الشركات التجارية الكبرى فرق سيرك عالمية روسية وفرنسية وكان المكان في الخلاء... في بر الدوحة، جمهور كبير من الكويتيين والمقيمين يبحثون عن سبب للفرح والضحك.

يجب أن نعي حقيقة: إذا كنت تعيش في بيئة تحترم الحريات الاجتماعية، وتضع أمامك الخيارات للتسلية والاستمتاع البريء بساعات يومك كما هو في البلدان القريبة منا فإن ذلك حتما سيؤدي إلى خلق بشر سعداء يملكون دافعا للعمل وتطلعات إيجابية للحياة، وهذا عكس وضعنا في الكويت، وهو أحد أسباب انتشار ظاهرة التمارض، حيث تلتقي إرادة طبيب وموظف تؤدي بالأخير إلى حجز (تذكرتين بسعر واحدة)... وبسرعة الجن تجده وخليلة في دولة خليجية يتنفس أوكسجينا.

يجب على القطاعين الخاص والحكومي خطف الأضواء الإعلامية من الساحة السياسية لأنها مليئة بالكذب وقلب الحقائق من جميع الأطراف، وتحضير مشاريع ثقافية وفنية راقية حتى تستريح النفوس والعقول.

شخصيا لا أعتقد بمقولة الإعلام الفاسد، إذ إن الموجود إعلام تعبان وغير مهني، همه البرلمان وما يحدث فيه، ولا يبادر في خلق أحداث ثقافية وفنية لأنها بحاجة إلى عمل، ونحن قاطعنا فكرة العمل منذ استيرادنا للعمالة، وعليه فإن البديل: سهرة مع نائب!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة