من نصدق وبمن نثق، هل نصدق الشيخ أحمد الفهد وفريقه من النواب أم نضع بيضنا في سلة البعض من كبار التجار والبنوك؟

Ad

والبيض هنا من ذهب باضته الوزة المسحورة، واسمها نفطه بنت الفائض، ولا يعرف أسياد المزرعة الكويتية كيف يوزعون بيضها الذهب في ما بينهم، وهناك منهم من لا يريد الاستئثار بالبيض كله بل ينوي ويعمل للاستحواذ على الوزة ونقلها إلى مزرعته الخاصة...! من نصدق وبمن نثق فقد ضعنا في أدبيات الجدل بين فريق الشيخ أحمد الفهد وخصومه! فأين الحقيقة؟ والحقيقة هنا هي ضمان أن تذهب الأموال الفلكية المخصصة لخطة التنمية في دربها الصحيح، وإذا كان لابد أن تتعرج قليلاً في مسارها نحو اليمين واليسار، وهذا أمر عادي ومتفق عليه بين جمهور فقهاء المزرعة الكويتية، فإن النهاية يجب أن تكون في مصب لا خلاف عليه.   

قرأت حججاً قوية لفريق الشيخ أحمد الفهد بأن البنوك لم تمول أو تشددت في التمويل، مثلما حدث مع شركة "المقاولون العرب" في مستشفى جابر، التي لم تجد تمويلاً محلياً فلجأت إلى الخارج (قبس الأحد بعنوان الحلقة المفقودة  لأحمد بومرعي)، ويضيف فريق الشيخ حججاً أخرى جاءت بتصريحات تبدو مقنعة من النائبة رولا دشتي والنائب زلزلة، بينما رد المعارضون من أهل الغرفة وأقطاب القطاع الخاص والبنوك ومحافظ البنك المركزي بحجج لا تقل قوة بأن البنوك هي المكان الطبيعي للتمويل، وهي تخضع لرقابة البنك المركزي، وفي ذلك شفافية لا تتوافر في طرح فريق الشيخ أحمد، ويمضي أصحاب هذا الرأي إلى أبعد من ذلك في جدلهم ليقرروا أن خلق نظام مواز للتمويل سيكون ضربة للبنوك والقطاع الخاص في النهاية، وهذا الأخير مازال يترنح من الأزمة المالية العالمية التي حدثت قبل عامين ولم يتعاف حتى الآن.

الجدل وتكتيكات الصراع بين الفريقين لا تنتهي، لكن القدر المتيقن أن فريق الشيخ أحمد الفهد يتحدث بلهجة شعبوية، يهضمها الكثيرون إن لم يكونوا هم الأكثرية التي تريد أن يكون لها مكان تحت شمس الخيرات "التنموية"، يريد هؤلاء أن تكون لهم حصتهم وسهمهم من بيض الوزة، فهم يرون حقيقة أو وهماً أن الكثير فاتهم في الماضي، واليوم جاء دورهم!

هل أمامنا صراع طبقات من غير طبقات رأسمالية ولا عمالية، فلا يوجد غير طبقات من الرمال والصخور تختزن تحتها نفطاً قريب النضوب؟ أم نحن بصدد مواجهة بين الذين يملكون والذين لا يملكون، مع أن كلا الفريقين يملكان وحالهما مستور وأكثر من مستور...؟ من نصدق وبمن نثق لخطة تنمية حوائط الأسمنت وشوارع الزفت...؟ لا أعلم... ولكن أدرك تماماً أن وزه بنت فائض  لا تطير وإن طارت فلن تنزل إلا في مطار آخر من مطاراتهم، أما أنتم ومستقبل أجيالكم، فليس لكم غير ذباب مزارع الوفرة "فهشوا وكشوا" يا ناس.