«الإخوان» والانتخابات الأردنية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد كان على الإخوان المسلمين، وهذا ما يقوله الناس العاديون، بدلاً من أن تستنجد قياداتهم بالفضائيات المعادية للأردن ومن بينها فضائية "العالم" الإيرانية لتشن هجوماً، اتسم بالتردد وعدم الثقة بالنفس، على هذه الانتخابات، أن يبادروا إلى الاعتراف بأنهم ارتكبوا خطأً فادحاً عندما اتخذوا موقفاً استنكافياً إزاء استحقاق وطني ثبت بالأدلة القاطعة إجماع الأردنيين عليه.لم يعد ينفع الإخوان المسلمين كل هذا التلطي وراء أصابع أيديهم، هروباً من مواجهة الحقائق التي باتت تفقأ العيون، والتي أظهرت بلا أدنى شك أن أوراقهم غدت تعاني الاصفرار، وأنهم لم يعودوا قادرين على تسويق شعاراتهم القديمة التي عفا عليها الزمن على الأجيال الأردنية الصاعدة التي هي أجيال الأرقام والحقائق والوقائع الملموسة، وبهذا وبدل كل هذه المناكفات المكشوفة فقد كان عليهم أن يلجأوا إلى فضيلة النقد الذاتي البناء لتدارك أوضاعهم المتهاوية قبل أن تحين لحظة الانهيار.الكل يعرف، وهذا لم يعد خافياً حتى على أصحاب أنصاف العقول، أن أوضاع الإخوان المسلمين التنظيمية الداخلية هي التي جعلتهم لا يجدون ما يهربون إليه ويتغطون به سوى السلبية والاستنكاف ومقاطعة انتخابات يوم الثلاثاء الماضي التي شهد بنزاهتها المراقبون الذين جاءوا من أربع رياح الأرض، ولهذا فإن المؤكد أن هذه الجماعة باتت إلى نهاية كنهاية الأحزاب القومية واليسارية التي رفضت مراجعة مسيرتها، فكانت نهايتها تلك النهاية المأساوية.