إلى مجلس الوزراء... إلغاء الكفيل = فوضى عارمة
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
الدول الخليجية المتشابهة معنا في الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية درست خيار إلغاء نظام الكفيل ووجدت خطورة هذا الإجراء على استقرارها واقتصادها، باستثناء مملكة البحرين التي طبقته لاختلاف ظروفها الاقتصادية ومحدودية العمالة الوافدة لديها، بينما اتجهت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى إصلاح نظام الكفيل ووضع ضمانات مشددة لحفظ حقوق العمالة الوافدة وحمايتها، علماً أن نظام الكفيل ليس اختراعاً خليجياً بل هو مطبق في دول غربية كثيرة (سبونسر)، وعلى سبيل المثال فإن الطالب الأجنبي في الولايات المتحدة تعتبر الجامعة الملتحق بها الطالب كفيلاً له في البلد، تقدم عنه تقاريرها إلى وزارة الأمن الداخلي، وتمده بنموذج الإقامة الذي يخوله قانونياً البقاء على الأراضي الأميركية. ولذلك فإن تعجل الحكومة بقرار إلغاء نظام الكفيل هو قرار ستكون له تداعيات خطيرة على كل مناحي الحياة في البلد، ولا يمكن أن أتصور أن يقوم جهاز حكومي بمتابعة النزاعات لمليوني عامل في آلاف الشركات والمؤسسات والمصانع بعد أن يشعروا بأنهم تحرروا من التزاماتهم تجاه مقار عملهم، ويمكنهم أن ينتقلوا بحرية إلى رب عمل جديد، وكيف يمكن لجهاز حكومي أن يتابع هذه النزاعات بينما لا تستطيع كل أجهزة الدولة ضبط الدوام والأداء لـ400 ألف موظف حكومي فقط، رغم كل التقنيات المستخدمة من نظام البصمة وخلافه؟!...، بل إن الأخطر لو شمل هذا القرار العمالة المنزلية وخرج عشرات الألوف منها إلى الشوارع بعد أن يتحرروا من كفلائهم، للبحث عن وظائف جديدة... فماذا سيكون أثر ذلك على الأسر الكويتية والأمن في البلد.لا شك في أن الحل لحفظ حقوق العمالة الوافدة يكمن في تطوير القوانين والعقوبات المشددة ضد الكفلاء الذين يتجاوزون عليهم، وهو ما حدث بشكل كبير في قانون العمل في القطاع الأهلي الذي أقر في العام الماضي، وقانون منع الاتجار بالبشر المعروض حالياً على مجلس الأمة، إضافة إلى الرد بشكل شامل على تقارير المنظمات الدولية التي تضع تقارير عن أوضاعنا دون فهم واقع وظروف مجتمعاتنا، أما الاتجاه إلى إلغاء نظام الكفيل ونسفه فإنه يساوي الفوضى الشاملة والعارمة في البلد.