الوصفة السرية 
لكي تصبح سعيداً!

نشر في 12-05-2011
آخر تحديث 12-05-2011 | 00:01
 د. ساجد العبدلي عندما تريد أن تكون ناجحاً وسعيداً، فأهم ما يجب أن تحرص عليه هو أن تعيش وتستمتع باللحظة الحاضرة، وعليك أن تركز على كل ما هو إيجابي فيها، حتى لو كان صغيراً، ويجب أن تضع العدسة المكبرة على هذا الشيء الإيجابي فتكبره على مستوى عقلك وروحك، وأن تجعله دائماً حاضراً في نفسك.

ويجب عليك دوماً أن تتذكر أهدافك التي تسعى إليها وتضعها نصب عينيك، حتى لا تفقد التركيز على وجهتك، فتجد نفسك وقد انحرفت عن مسيرة حياتك، وحتى تجعل من يومك وحاضرك أفضل من أمسك وماضيك، عليك أن ترجع إلى التجارب التي مررت بها، وأن تتعلم الدروس منها، كي تقوم بعمل الأمور بطريقة مختلفة عما مضى كي تصل إلى نتائج مختلفة.

ولكي تجعل من غدك ومستقبلك أفضل من يومك وحاضرك، يجب عليك التخطيط لأهدافك بوضوح، لأن من يفشل في التخطيط فهو في الحقيقة يخطط للفشل، وأن تسعى بهمة إلى تحقيق هذه الأهداف.

هذه الأفكار المركزة، التي تستحق كل واحدة منها، مقالة منفصلة، هي الخلاصة لما أورده د. سبنسر جونسون في كتابه الجميل «الهدية».

يقوم د. جونسون في كتابه الصغير الحجم الكبير الفائدة، بسرد قصة طريفة تحمل في طياتها الكثير من المعاني المهمة، يعلّم قراءه من خلالها كيف يصلون إلى الراحة والسلام الداخلي، وكيف يكونون أكثر إنتاجية في حياتهم، وأكثر غنى وعطاء في علاقاتهم، وكيف ينتبهون إلى ما هو مهم في حياتهم وحياة من يعيشون ويعملون معهم ويحيطون بهم، وذلك من خلال فهم علاقة الماضي بالحاضر والمستقبل، وإدراك أهمية ذلك بشكل عميق.

كتاب «الهدية» كما يعرضه د. جونسون عبارة عن قصة لتجربة شخصية مليئة بالعبر حول سعي إنسان إلى الوصول إلى السعادة والتفوق في الحياة، ولكن أجمل ما في الكتاب أنه يذكّر من يقرؤه بأنه هو نفسه الوحيد الذي يمكنه أن يمنح نفسه الهدية، وأن عليه ألا ينتظرها من الآخرين، إذ إن التغيير للوصول إلى النجاح يبدأ من النفس وينتهي إليها، ولا يمكن أن يتحقق ما لم تتوافر الإرادة الذاتية الدافعة له.

وعلى الإنسان، في هذا الصدد، أن يتذكر دوما أن الناجحين والعظماء والأكثر تفوقاً لم يكونوا بالضرورة الأكثر ذكاءً ولا الأكثر علماً ولا الأكثر قوةً، بل كانوا دائما وأبداً الأكثر همة، والأكثر تركيزاً على أهدافهم، والأكثر انشغالاً بتحقيقها، فكانوا لا ينتظرون الظروف لتمنحهم النجاح على أطباق من فضة، ولا المقادير لتطعمهم التفوق بملاعق من ذهب، بل كانوا منشغلين دوما بالعمل لارتقاء سلم النجاح، فيتعثرون ويسقطون، ليقوموا بعدها بمسح الغبار عن ملابسهم ويواصلون المسير.

وهذه سنّة كونية في هذه الحياة، لا تفرق بين شخص وشخص مهما كانت ديانته أو عرقه أو جماعته، ولا تعطي لأحد تميزاً عن غيره إلا إن هو قدّم من عرقه وتعبه وجهده كل ما يستطيع، ويا لها من عبارة عظيمة تلك التي أطلقها الإمام علي- رضي الله- عنه حين قال: «يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه»، فعلى من أراد أن ينجح ويرتقي ويحلق فوق من حوله في أي مجال كان، أن يخفق بجناحيه بأشد ما يستطيع، وعليه أن يُعمِل همته من دون كلل أو ملل، وأما من جلس وندب حظه وألقى باللائمة على الظروف والحظ والأنظمة والآخرين، فقد اختار الفشل برغبته.

المعلم الأميركي الراحل روبرت كوليير قال يوما إن «لكل واحد منا نصيبه من الحظ السيئ والحظ الجيد، لكن ذلك الإنسان الذي يثابر ويستمر بالصمود خلال أيام الحظ السيئ، هو نفسه الذي سيجده الحظ الجيد حين يأتي»، لهذا فلنكن جميعا من أصحاب الهمة العالية التي لا تفتر حتى نلاقي الحظ الجيد حين يأتي.

back to top