أكثر من مليونَي حاج على جبل الرحمة
وقف أكثر من مليونَي حاجّ أمس على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، في موكب إيماني مَهيب يعد أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم.وتوجه مئات آلاف الحجاج الذين ارتدى الرجال منهم لباس الإحرام الأبيض منذ الصباح الباكر إلى جبل عرفات، وألسنتهم لا تنفك تردد التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك".
وأدى الحجاج صلاتَي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، وأَمَّهم مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي ألقى خطبة عرفة قبل الصلاة. وأمضى الحجاج باقي يومهم في الصلاة والدعاء والتلبية وطلب المغفرة.وقطع الحجاج نحو عشرة كيلومترات تفصل منى عن عرفات بالحافلات والسيارات أو مشياً وسط طقس لطيف. وكان الحجاج أمضوا يوم أمس الأول (يوم التروية)، أول أيام الحج، في الدعاء والصلاة في مشعر منى.وفور غروب شمس أمس بدأ الحجاج ينزلون في وقت واحد من جبل عرفات إلى مشعر "مزدلفة" حيث يُمضون قسماً من الليل قبل العودة مجدداً إلى منى حيث يقومون اليوم (يوم عيد الأضحى) برمي الجمرة الكبرى (العقبة)، ثم يحتفل الحجاج بعيد الأضحى ويؤدون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة.ثم يتولون في أيام التشريق رمي الجمرات الثلاث، الكبرى والوسطى والصغرى، للمتعجل في العودة إلى دياره غداً وبعد غدٍ، ولغير المتعجل على مدى أيام التشريق الثلاثة حتى الجمعة. إلى ذلك، أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج الأمير فيصل، نجاحَ خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات.ورأى الأمير الفيصل أن "ما تحقق من نجاح في خطة التصعيد لحجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة إلى منى، ومن ثم إلى عرفات، إنما هو ثمرة للجهود الكثيفة للقائمين على خدمة وفود الرحمن، وحرصهم على تنفيذ الخطة وفق ما هو مرسوم لها، وتعاونهم وتكاتفهم والتنسيق في ما بينهم لأداء هذه الخدمة بروح الفريق الواحد استشعاراً منهم لعِظَم المسؤولية".وكانت وزارة الحج السعودية بثَّتْ أمس عبر "جوال توعية الحجاج" أكثر من خمسة ملايين رسالة قصيرة، تضمنت إرشادات حول مشاعر الحج لتسهيل شعيرة الحج بكل يسر وسهولة.في سياق آخر، نقل تقرير مُوسَّع نشرته صحيفة "الغارديان" بشأن الحج، عن الأرقام الرسمية السعودية، أن عائد السياحة هذا العام يصل إلى 17.6 مليار دولار، ويُتوقَّع أن يتضاعف بحلول عام 2015.وقال التقرير المعنون موضوعه الأساسي بـ"السياحة الدينية كمدخل مهم في الاقتصاد السعودي" إن التقديرات تشير إلى زيادة السعة الفندقية إلى 319 ألف غرفة من 218 ألفاً العام الماضي. ومع أن موسم الحج يجذب حوالي 2.5 مليون مسلم إلى مكة والمدينة، وعبر مدينة جدة، فإن السياحة الدينية مستمرة على مدار العام. ويبلغ عدد زوار السعودية سنوياً 12 مليوناً، يتوقع أن يزيد عددهم إلى 17 مليوناً بحلول عام 2025.(الرياض ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)