هكذا... قذفتكَ شمسٌ ثلجيةٌ في أغوارِ الغابات، الأغنيةُ في فمِ الملاكِ دَليلُ حياتكَ... لنْ تصِلَ إلى مرآتها أبداً، فالطريقُ بحيرةٌ من الأسرارِ ومِنْ على ظهرك تكرُّ السنواتُ الثقيلة.

Ad

الليلُ – توأمُكَ السرِّي – هذا, يعكسُ في وجْهِكَ مخاوفَ

القََدَرِ والمغامرة, بأن حياتَكَ ضئيلةٌ وناقصةٌ كنافذةٍ

مفتوحةٍ على هاوية.

استَرِحْ إذنْ تحتَ الشجرةِ، استرحْ وانظرْ إلى أَعشابِ

ماضيكَ. الآلامُ سخيَّةٌ بما يكفي، ضوءُ الطفولةِ الهاربُ من

مياهِ العُمر. الراعيةُ التي أغْوَتْكَ إلى المغارةِ وبضربةٍ واحدةٍ كالبرقِ، استلَّتْ لؤلؤةَ قلبك.

***

حياتي بالكاد...

أتيتُ وفي يدي أرضٌ ناقصةٌ، وكأسٌ مليئةٌ بالرَّمل.

كُلُّ مُعْجِزةٍ لؤلؤةٌ في الطريق، يسقطُ رَذاذُ الماضي، خفيفاً

في المرآة. وعلى بُعدِ خطوةٍ مِني تَلِدُ الأساطيرُ أزهاراً وحشيَّةً

أريدُ أنْ آكلَ ثَمرةَ النِّسيان. ولكنَّ أقسى الظلالِ

ما يتركُ طعنةً في الظهرِ. أتيتُ لأبقى كذئبٍ في كهفٍ

يحنُّ إلى آبار ماضيهِ. حَياتي بالكاد شبيهةٌ بغيمةٍ، بطائرٍ

يخترقُ مَصيرَهُ العالي. أُصغي، أُصغي إلى أيدٍ كثيرةٍ

تتخاصَمُ في الظَّلام.

***

أَزْهارٌ في بِئْر

ها هيَ الحقيقةُ تنزلُ بينَ يدَيكِ أخيراً: ذاتَ يومٍ كان لأحلامِكِ رائحة الأبديَّة أنظرُ إليكِ كمنْ يَسْتَجْدِي حجارةً عذراء.

أنا ظلُّكِ الذي كان. مرآتُكِ وقد عَكَستْ أزهارَكِ في بِئْر

أنا الغريبُ الآنَ، كمْ بكيتُ عليكِ، على ثمارِ اللَّيل.

ومِنْ أجلِكِ, من أجْلِ قَدَرٍ يُشْبِهُ جَنَّةً، مسمومةً بتُّ لا أقوى على النومِ إلا على حافَّةِ السكين.

***

مَلاَكُ القوة

أمامَ هذا النهر نجلسُ, نحنُ أسرى الخسارات

منتظرِين أن يظهرَ في أيَّة لحظةٍ ملاكُ القوة.

إشراقةٌ مليئةٌ بالغضب. أصواتُنا ضائعةٌ بين أفلاكٍ بعيدة

لا دليلَ يقودُ انتظارَنا أبداً وحيدِين خلفَ أبوابٍ تجهلُها الريحُ.

وهكذا نَنتظرُ إلى أَنْ تَبْيَضَّ أعمدةُ السماءِ السبعة. لََعَلَّ في يومٍ ما, يوم شبيهٍ بهذا ستأتي الأمنيةُ على جناحيها وهَّاجةً مِثْلَ

بريقِ مديةٍ وستكونُ السماءُ مليئةً ربما بالنجوم.

***

أَرْضٌ بَعِيدةٌ

انتظرتُ حياتَكِ في أرضٍ بعيدةٍ. كلُّ لحظةٍ مَرَّتْ حَمَلَتْ

في كفِّها جمرةَ الصبر. حُلُمِي ظِلٌ تَنْقُصُهُ شجرة

جُرْحُكِ رأفةُ الذاهبين إلى نومِهِمْ. وصوتُكِ دائماً، بالكاد يترَقْرَقُ في النسيان. الموتُ أغفى على يَدِكِ كزهرةٍ في

بَرِّيَّةِ الليل. يَدُكِ التي رأتْ وشمَّتْ رذاذاً خفيفاً على

النافذةِ. لَمْ أكنْ بعيداً عندما سقطتْ تلك الإصبعُ

في رَمَادِ الحديقة. اللمسةُ تركتْ ظلَّها على سَرِيرِكِ

اللمسةُ أزهرَتْ حين غابَ عنها النور. حَيرَتي، خريفٌ لم يَصِلْ إلى حياتِكِ. وأشربُ من كفِّك فكرةَ الماء

عندما أعطَشُ. كأسُكِ فارغةٌ وخُبْزُكِ فوق المائدة وأنا، جاهداً أجرُّ العاصفةَ فلا أقوى.

***

نجمة آشور

أحقاً ستأخذكَ هذهِ الريحُ إلى أحشاءِ الصُّدْفَةِ هناكَ حيثُ تُزْهِرُ الآلامُ بين ظلالِ الحجارة. اذهَبْ إذنْ وخلفكَ سيبزُغُ فجرُ الأبديَّة ونجمةُ آشورَ الضاحكة. الأمكنةُ بعيدةٌ حتماً والأبوابُ غُلِّقَتْ، والبلادُ كُلُّها مندثرةٌ تحت أنهارٍ مِنْ الخوف. تستوقِفُكَ الجبالُ وعلى حافَّاتِها، يستيقظُ الموتى. وفي عيونِهِمْ ضوءٌ غريبٌ يشبهُ الأسطورة. تُخْفِي صحراءَك في بئر

وأنتَ صرخةٌ أسيرةٌ بين النجوم.