«شطارة الإخوان» أنهم متلونون يتحدثون بأي لغة يريدها السامعون، حتى إن الحزب الذي سينشئونه للانتخابات القادمة في مصر سيفتح أبوابه لكل الأديان الأخرى، ولا مانع لديهم أن يأتي رئيس جمهورية قبطي، هكذا، وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا.

Ad

عرفنا سراق المال العام وجرى، ويجري، الكشف عنهم على طول الوطن العربي وما أكثرهم وما أجشعهم، فسارق المال العام لا يشبع، وسمعنا ورأينا كم الثروات التي جمعها بعض الحكام العرب على حساب بلدانهم وشعوبهم.

ولكن هناك سراقاً لا يقلون جشعاً وانتهازية عن سراق المال العام، وبانوا بشكل واضح بعد سقوط أولئك السراق، وأقصد هنا الأحزاب الانتهازية والأفراد الذين اغتنموا خلو الساحة من الإعلام الرسمي ليسرقوا جهد وعرق ودم المناضلين الحقيقيين الذين أسقطوا نظم سراق المال العام، ويأتي على قمة هؤلاء الأحزاب المسماة بالإسلامية أو الدينية.

جميع الثورات التي حدثت ومازالت مستعرة تبدأ نشاطها من تجمع طبيعي بعد صلاة الجمعة، وطبيعي أيضاً في مجتمع أغلبيته إسلامية أن يردد الناس الدعاء للشهداء والمشي في جنازاتهم ورفع الأكف للسماء لاحتسابهم من الشهداء الخالدين، وتمشي في هذه الجنازات المسلمة والمسيحية الأطياف الدينية والاجتماعية كافة، فالشهيد في حكم الناس هو كل من سقط من أجل الوطن بغض النظر عن ملته أو طائفته، لكن حركة «الإخوان المسلمين» وأحزابا أخرى انقسمت عنها أو أصبحت رديفة لها اغتنمت هذه الفرصة وسرقت مشاعر الناس لتصب كل هذا في مصلحة الحزب ودوره في هذه الثورات، ولتوهم الناس أنها قائدة هذه الثورات، وأنها هي التي سترث الأنظمة السابقة، وأنها هي التي ستصنع المستقبل لشعوبها.

في مصر وتونس وليبيا يحاول «الإخوان» أن يوهمونا أنهم القيادة، وأنهم مَن حرّك الناس، وأنهم من أسقط الأنظمة الفاسدة على الرغم من أن الشباب الذين خططوا وحرّكوا الجماهير لم يكن بينهم إلا عدد قليل من شباب «الإخوان» الذين انضموا إلى الثورة دون علم أحزابهم، كما أن قياداتهم لم تشترك إلا بعد أن اتضح أن الشعب مع الثورة.

«شطارة الإخوان» أنهم متلونون يتحدثون بأي لغة يريدها السامعون، حتى إن الحزب الذي سينشئونه للانتخابات القادمة في مصر سيفتح أبوابه لكل الأديان الأخرى، ولا مانع لديهم أن يأتي رئيس جمهورية قبطي، هكذا، وهم أبعد ما يكونون عن كل هذا، فهم يكذبون مادام الكذب يكسبهم أرضاً وناساً وأصواتاً؛ لكسب أصوات الناخبين، ومن ثم الاستيلاء على السلطة وإعلان الدولة الإسلامية حسب شرعهم وعقائدهم وقوانينهم ومصالحهم.

خطورة موقف «الإخوان» والسلف وغيرهم من الأحزاب الإسلامية أن نجاحهم سيكون لمصلحة المخطط المعلن لتقسيم الشرق الأوسط إلى دول طائفية، كل ملّة أو طائفة تأخذ جزءاً من الشرق الأوسط يغيّر خريطتها الحالية لتعيش في صراع مستمر لا يكسب منه أحد من المسلمين والمسيحيين، ولكنه بالتأكيد يحمي الدولة الصهيونية من جيرانها بعد أن ينشغلوا ببعضهم ويتقاتلوا حتى يفنوا.

ثورة الشباب العربي كادت أن تقضي على مخطط تقسيم الشرق الأوسط بهذا التلاحم الذي جمع الجميع تحت راية الثورة، لكن سرقة الرأي العام واستغلال «الإخوان» نتائج الثورة سيعيدان للمخطط مساره بقيادة «الإخوان» ومن ساندهم بوعي أو من دون وعي... فهل يعي شباب «الإخوان» ما يفعل قادتهم؟ وهل هم قادرون على وقف هذه السرقة والحفاظ على هذه الثورات من عبث قياداتهم؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة