يا حبيبتي يا مصر

نشر في 11-03-2011
آخر تحديث 11-03-2011 | 00:00
 د. محمد لطفـي سعادة غامرة، وفرح طاغ، وسرور عظيم بميلاد مصر جديدة... مصر بلا خوف بلا فساد ولا ظلم، مصر أبية كريمة، مصر الشرفاء، مصر الكبرياء.

إن صرخة المولود تبعث في النفس فرحة، وفي القلب سعادة، وفي الوجه بشاشة، وهي من أعظم اللحظات إنسانيا وأغلاها إحساسا وأرقاها شعورا، فما أجمل أن ترى أمامك حياة تبعث! وأملا يولد في لحظة فارقة!!

وهي ذات اللحظة وذات الفرحة التي عاشتها الملايين من المصريين في السادسة من مساء يوم الجمعة11/2/2011 وكما هو معروف، فكلما كان المخاض عسيرا كانت الفرحة كبيرة، وكلما اشتد الألم زادت السعادة بالمولود الجديد، فما بالكم وقد كان مخاض ثورة يناير عسيرا شاقا استمر لسنوات طوال، وكان الألم شديدا زادت قسوته دماء الشهداء حرارة ولوعة؛ لذلك كان الفرح طاغيا والسرور يتلألأ نورا عظيما في الوجوه، وإشراقا في النفوس، وفرحة في القلوب، فألف مبروك يا مصرنا الحبيبة، فأنت الوالدة والمولود وأنت الأب والجد؛ أنت الابن والحفيد؛ أنت الأسرة والعائلة؛ أنت كل شيء، فأنت أنت الحياة، ولا حياة إلا بك.

هناك الكثير والكثير مما يقال «وسيقال بإذن الله» حول ثورة يناير، وحول ما يحدث في مصر الآن، ولكن أكتفي اليوم– مع عودتي إلى الكتابة- بترك القلم يعبر عن فرحته، وهذا حقه وحقي، فالفرحة عظيمة، والسعادة غامرة، والمستقبل مشرق، والأمل مزهر إن شاء الله.

***

ما أجمل العودة بعد الغياب!! واللقاء بعد الفراق! والوصل بعد القطع! وما أجمل أن يعود الكاتب مرة أخرى للقاء قارئه والاستماع إلى صوته وقراءة نقده!! فللقارئ صوت داخلي يسمعه الكاتب يناديه وهو يكتب ويهمس إليه ويحاوره، وإذا ما نشر المقال تحول الصوت الداخلي إلى تعليق خارجي، ونقد موضوعي، ورؤية صادقة توضح للكاتب جوانب غابت عنه أو مواقف كان يتعين عليه رصدها، فأهلا ثم أهلا برأي صاحب الفضل– القارئ- مرة أخرى، ولا يمكن العودة دون شكر كل من كان له موقف مشرف وراء هذه العودة سواء من كان يعرفني شخصيا أو يقدرني كاتبا، فللجميع الشكر والتقدير، وقبل الجميع الحمد لله رب العالمين.

***

قبل ثورة يناير كنت أختم مقالاتي بعبارة دائمة «نعم للبرادعي وتعديل الدستور... لا للفساد والاستغلال والتوريث»، واليوم ليسمح لي القارئ أن أكتب بدلا منها: «لا للانتقام والشماتة والتشفي».

نعم لبناء مصر الجديدة، مصر العدالة والحرية، مصر الواجب والمسؤولية، مصر الأمان والديمقراطية.

back to top