أنتم تتحملون المسؤولية
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
الثاني أنه كان عليها أيضاً ألا تترك الإسرائيليين يعربدون في هذه المنطقة كما يشاؤون، وتتركهم يواصلون رفس عملية السلام بأقدامهم، الأمر الذي أبقى على التوتر في هذه المنطقة، وأفسح المجال أيضاً أمام القوى المتطرفة لتتمادى في نهجها الإرهابي، وأفسح المجال أمام الأنظمة الشمولية كي تواصل ممارسة الحكم وفقاً لما كانت عليه الأوضاع في العصور الوسطى، وتواصل رفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».كان على الولايات, التي أصابتها «انتفاضة» مصر بالارتباك والهلع أكثر مما أصابت أباطرة الأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط, أن تدرك أن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ومقبول يضمن للشعب الفلسطيني ولو الحد الأدنى من حقوقه المشروعة، هو الذي أبقى على هذه المنطقة متوترة، وهو الذي وضع كل المبررات التي تحتاج إليها بعض الأنظمة العربية كي تواصل المماطلة في السير على طريق الإصلاح والديمقراطية. كل الانقلابات العسكرية التي تلاحقت في المنطقة العربية منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي قد اتكأ أصحابها على القضية الفلسطينية، وكل بلاغات هؤلاء قد جرى إغراقها بالوعود السخية لتحرير فلسطين، وهذا بالتأكيد يعرفه ويدركه الأميركيون، وهم يدركون أيضاً أن سبب الانحياز العربي للاتحاد السوفياتي هو عربدة الدولة الإسرائيلية التي قامت بكل ما قامت به بدعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغربية، والمفترض أن وزيرة خارجية أكبر دولة في العالم لا يخفى عليها هذا الأمر، وأنها تعرفه معرفة أكيدة.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة