«حماس» تستعرض قوتها في ذكرى «الرصاص المصبوب» والفصائل تؤكد جاهزيتها لأي عدوان

نشر في 28-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2010 | 00:01
ليبرمان يتمسك بتصريحاته المشككة في شرعية «السلطة»... وعريقات يرى فيها تعبيراً عن سياسة إسرائيل الحقيقية
وسط التصعيد المتواصل على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، استعرضت حركة "حماس" أمس قوتها في القطاع، ناشرةً آلاف العناصر المسلحة في شوارع غزة، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.  

أحيا الفلسطينيون خصوصاً الغزيين أمس، الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أودت بحياة 1419 شخصاً وما يزيد على 5300 جريح أكثر من نصفهم نساء وأطفال، إضافة إلى خسائر اقتصادية قاربت نحو 309 ملايين دولار، في وقت يشهد القطاع تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً منذ نحو أسبوعين حيث قتل نحو 15 فلسطينيناً منذ بداية الشهر الجاري، إضافة إلى جرح العشرات.

من ناحيتها، أحيت حركة "حماس" ذكرى العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب" باستعراض قوتها في شوارع غزة، بينما أكدت الفصائل المسلحة العاملة في القطاع جاهزيتها لأي عدوان جديد.

 وانتشر أمس، آلاف العناصر من الشرطة التابعة لحكومة "حماس" في قطاع غزة، على المفترقات والشوارع الرئيسية في قطاع غزة. وقال قائد شرطة "حماس" العميد جمال الجراح (أبوعبيدة) إن انتشار عناصره "بمنزلة وقفة احترام وإجلال لأرواح شهداء الحرب الغاشمة وتذكير بهذه الجريمة". ووضع الجراح إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري في مقر الشرطة "الجوازات" الذي شهد سقوط حوالي 80 قتيلاً، وهو أكبر عدد من القتلى في صفوف الشرطة يسقط دفعة واحدة بمن فيهم مدير العام الشرطة اللواء توفيق جبر في أولى الغارات الإسرائيلية في السابع والعشرين من ديسمبر 2008.

وأكدت حركة حماس أمس أنها "تمكنت مع فصائل المقاومة الفلسطينية من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة"، وشددت على أنها "لم تتنازل ولم تعترف بالكيان الإسرائيلي ولم ترضخ لشروطه"، مطالبة حركة فتح بـ"وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين إذا كان لديها إرادة للمصالحة".

واعتبرت "حماس" أن "إسرائيل حاولت من خلال حربها الأخيرة أن تقضي على مقاومة الشعب وأن تنهي نتائج انتخابات ديمقراطية وحكم الحكومة الشرعية"، مشيرة إلى أنها "مازالت على رأس الشرعية ولم تستطع دبابات الاحتلال إخراجها، ولن تخرج بإذن الله، ولاتزال المقاومة تحمي شعبها بكل شموخ وكبرياء".

ودعت الحركة إلى "دراسة دقيقة لوثائق ويكيليكس لاستخلاص العبر، ومحاكمة كل من خان الشعب الفلسطيني والقضية".

إلى ذلك، أكدت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية الموجودة في القطاع أن "التصعيد الإعلامي والعسكري الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، لا يزيدها إلا قوة وتمسكاً بالمقاومة، وقتل وخطف المزيد من جنود الاحتلال".

وقالت الأجنحة العسكرية في بيان تمت تلاوته في مؤتمر صحافي أمس في غزة إن "التلويح الإسرائيلي بحرب جديدة على قطاع غزة وتصاعد الاعتداءات المتكررة يومياً، يوجه رسالة إلى فصائل الممانعة والمقاومة، على أن تكون على جاهزية تامة لصد العدوان وإفداح الخسائر في صفوف العدو".

 ليبرمان

في سياق آخر، دافع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، عن التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها أمس الأول في كلمة خلال المؤتمر السنوي لسفراء إسرائيل المعتمدين لدى دول العالم، ووصف فيها السلطة الفلسطينية في رام الله بأنها "غير شرعية"، بالإضافة إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى تركيا ورفضه تقديم أي اعتذار إليها بسبب الهجوم على "أسطول الحرية" الذي أودى بحياة 9 أتراك.

وقال ليبرمان في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أمس: "ماذا أفعل، لدي وجهة نظر عالمية مغايرة لوجهة نظر رئيس الوزراء، وهذا هو السبب في أننا لا ننتمي إلى الحزب نفسه. ليست وجهة نظري ولا وجهة نظره أمراً سرياً".

وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أنه ليس ناطقاً بلسان رئيس الوزراء ومن حقه التعبير عن رأيه، مضيفاً أن ما قاله أمس الأول جاء في اجتماع مغلق لوزارة الخارجية حيث يسمح بطرح أفكار مختلفة.

وكان ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تحفظ أمس الأول عما قاله ليبرمان أنه لا يجوز التوصل إلى تسوية شاملة مع الفلسطينيين، وأن حكام أنقرة يكذبون.

واتهم رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس، ليبرمان بممارسة التحريض ضد السلطة الفلسطينية.

وقال عريقات إن "تصريحات ليبرمان، الذي شككك بها في شرعية السلطة وأرسل برقيات إلى العالم يحرض فيها عليها ويقول إنها لا تريد السلام، تأتي ضمن مخطط إسرائيلي يتضح بعده على الأرض من خلال الاستيطان".

واعتبر المسؤول الفلسطيني أن مواقف ليبرمان "توضح كل مرة سياسة الحكومة الإسرائيلية الحقيقية التي تعتبر أن السلطة غير شرعية ورئيسها محمود عباس غير شريك ويمثل مشكلة، وذلك بغرض استمرار الاستيطان وتهويد القدس وفرض الحقائق".

(القدس، رام الله - أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)

back to top