نريد رجلاً واحداً فقط
إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ. قد لا يرى البعض ما سأكتبه مهماً وسط كل تخبطات البلد، ومن كل الجوانب برعاية رشيدتنا العزيزة وأداء بعض أتباع الرشيدة من داخل المجلس وخارجه، إلا أن ما سأكتبه، وإن كنت أشرت إليه بفقرة صغيرة مسبقا، أعده أكثر أهمية من الحكومة والمجلس مجتمعين.
فبعد أقل من أسبوعين ستقام دورة الخليج الـ20 في اليمن الشقيق، وسيغادر 25 لاعباً من خيرة شبابنا الرياضيين بالإضافة إلى «كوكش» إداريين طبعاً لا نحتاج إلا إلى أربعة أو خمسة منهم والبقية لزوم التطبيل والتهليل.بمعنى أن ما لا يقل عن خمسين كويتياً سيقيمون في اليمن لمدة أسبوعين، وتحديداً في عدن التي شهدت خلال الثلاثين يوماً السابقة أكثر من خمسة أعمال إرهابية وعنف استهدفت المنطقة نفسها التي تقام فيها البطولة، على الرغم من استنفار القوات اليمنية التي تم تخصيصها في تلك المنطقة، والتي تفوق الـ30 ألف مقاتل على حد تعبير الرئيس اليمني، لذا فإنه على الرغم من كل هذا الاحتراز الأمني، فإن اليمن الشقيق ومنطقة البطولة تحديداً لم تسلم من التفجيرات!إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ.الجميع منشغل بـ37 مليار دينار ويتناسى الإنسان وهو الأساس، فبعد أن ألغوا لجنة الشباب والرياضة بالمجلس ها هم يسعون إلى قتل الشباب فعلياً من خلال إشراكهم قسراً في بطولة مساوئها أكثر من منافعها، وأنا هنا لا أقصد بطولة الخليج بشكل عام بل تلك التي ستقام في اليمن تحديداً. أين المنادون في كل المناسبات بالشباب، وأنهم أساس بناء الوطن، وجيلنا الصاعد، وأملنا الواعد، ها هم أمام ناظرينا يُقدَّمون قرباناً لمجاملات بعض الشيوخ بحجة أواصر الإخاء والصداقة، هل كان أي عاقل خليجي سيرضى بإقامة بطولة الخليج في الكويت في فترة حرب تحرير العراق مثلاً والأخطار التي كانت تهدد الكويت حينها؟نحن بحاجة إلى رجل صاحب قرار يوقف ما قد يعرّض أبناءنا للخطر قبل أن نبكيهم ونردد «يا ليت اللي جرى ما كان».خارج نطاق التغطية:على لسان طلال الفهد: «أنا ابن الأسرة الحاكمة ومن ذرية مبارك الكبير وأجدادي حكام الكويت وسأترك اتحاد القدم لأتولى منصباً أكبر».الشيخ طلال واثق من توليه لمنصب أكبر، بل قد يتم استحداث وزارة من أجله، والرسالة واضحة، اكسر القانون تحصل على منصب.