بحضور أستاذ قسم العلوم الطبيعية بجامعة الكويت

Ad

صبري الدمرداش والشيخ الدكتور محمد العوضي، نظمت الجامعة الأميركية أمس محاضرة علمية عن وجود صانع لهذا الكون.

نظم نادي التعاون في الجامعة الأميركية في الكويت محاضرة بعنوان "العلم طريق الإيمان"، حاضر فيها أستاذ قسم العلوم الطبيعية بجامعة الكويت د. صبري الدمرداش والشيخ د. محمد العوضي.

وأكد الدمرداش أهمية تعزيز مبدأ التدبير والتأمل في هذا الكون العظيم والتسبيح لصانعه عز وجل، وصانع هذا الكون الواحد الأحد الذي ليس كمثله مثيل، ولو نظرنا إلى خلقه بتمعن لرأينا الإعجاز العلمي لمقارعة من يقول إنه من العدم، فالإعجاز العلمي أنار الظلمات وأزال الغشاوة عن كبار الملحدين على مر التاريخ.

وأشار خلال الندوة إلى أكبر ملحد في النصف الثاني من القرن العشرين أستاذ الفلسفة البريطاني "أنتوني فلو"، مبينا انه لما بلغ الثمانين من عمره وبعد مسيرة حافلة بالإلحاد فاجأ العالم بإعلانه أن للكون إلها، وكانت مفاجأة مدوية بين أوساط مناصريه، وبسؤاله عن التغير المفاجئ في خارطته الفكرية اقتصر جوابه على مقولة "بالعلم!"، فمن العلم نستطيع ان نعرف الطريق المؤدي إلى الله ومعرفة عظمته وجلاله.

وأوضح الدمرداش أن هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد وجود خالق عظيم ليس كمثله شيء، فكيف لعاقل أن يظن أن الإنسان وجد من عدم، ولو نظرنا في براعة خلق الله فينا نحن البشر لرأينا الإعجاز والعجب، فكيف لأجسامنا المتواضعة أن تحمل في طياتها المليارات من الخلايا البشرية التي تتزايد في الثانية الواحدة إلى ما يقارب الخمسين مليون خلية.

وقال: "نحن منذ الأزل نعرف أن أصغر حجم في الكون هو الذرة، وهي موجودة في الخلية الواحدة، فمن العجيب أن نعلم أن هناك ما هو أصغر من الذرة وهي جدائل DNA، ومن أعظم اكتشاف في القرن العشرين أن الجديلة الواحدة يصل طولها إلى مترين، فهل هذا صنع من عدم أو مصادفة؟".

وأضاف أنه "بالنظر إلى مثل هذه الأمثلة التي تدل على عظمة الخالق ليس من الغريب أن تغير من إلحاد أكبر ملحدي العالم، فهي مسألة اتخاذ قرار لا أكثر إما الاقتناع بما يرضاه العقل وإما الإصرار على الضلال، فقرآننا حق وديننا حق، والدليل علم أجدادنا وأسلافنا بالذرة قبل اكتشافها، وبين القرآن الكريم الحاجز بين البحار المحيطات وهو ما لم يكتشفه علماء البحار بدورهم إلا في عام 1942 وكانوا يعتقدون أن المياه متشابهة رغم ان هناك أكثر من سبعة اختلافات بين البحرين المتجاورين، ليثبت القرآن انه الحق من رب الحق".

وأكد الدمرداش أن هناك أدلة على وجود الخالق وفق اعتبارات الماديين من علماء الفيزياء، منها أن هذا الوجود لا يتوقف على سبب وان الأدنى لا يخلق الأرقى.

وبدوره، قال الشيخ د. محمد العوضي: "رغم أن نيوتن كان رجلا مؤمنا أوصلته فلسفته العلمية إلى الإلحاد دون أن يعلم، إلى أن جاءت الدراسات النفسية لتؤكد أن الإنسان ليس مجرد مادة إنما هناك روح وجسد ولا يمكن أن يفهم الإنسان من خلال البعد المادي فقط ثم دخلت قضية اختيار الإنسان عقب الحرب العالمية الثانية"، مؤكدا أن كتاب "رحلة عقل" لكاتبه د. عمرو شريف جاء ترجمة لكتاب "انتوني فلو" أشرس ملحد في تاريخ البشرية والذي تحول إلى الإيمان بعد أن قضى ستين سنة في الإلحاد.

ولفت إلى ضرورة "تعليم أولادنا المنهج قبل الهبش، وان كان هناك استفسارات وأوهام وإشكاليات الذات"، مشيرا إلى أن "طريقة إثبات خالق الوجود سبحانه وتعالى تشتمل على منهجين الأول التسلسل من الأعلى والآخر التدرج من الأسفل.