يشكو أبو علي حسونة وهو صياد فلسطيني يفترش بسطة من الفسيخ "السمك المملح" وسط مدينة غزة، قلة طلب الأسر الفلسطينية العام الحالي لوجبة الإفطار الرئيسية في صبيحة يوم عيد الفطر السعيد.

Ad

ويعتبر الفسيخ أكلة شعبية، تحرص أغلبية العائلات في قطاع غزة منذ عدة عقود مضت على تحضيرها وصناعتها قبل حلول عيد الفطر، حتى يتسنى لها تجهيزها يوم العيد.

ويقول حسونة وهو يحاول إقناع احد زبائنه بشراء بعض الفسيخ لـ"الجريدة": "رغم أن سعر كيلو الفسيخ لم يتغير عن السنة الماضية، فإن الطلب قليل جدا العام"، وأضاف: "كيلو الفسيخ يتراوح من 25 شيقلا الى 50 شيقلا، حسب نوع السمك وطريقة صنعه".

ويعزو الصياد الذي تعتمد أسرته كل عام في مثل هذا الوقت على بيع الفسيخ وأرباحه، قلة طلب الغزيين على الفسيخ، الى اجواء الطقس الحارة، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع بسبب عدم توافر العمل، وانعدام الدخل.

وتعتبر تجارة الفسيخ، الرابحة في مثل هذه الأيام من كل عام، اذ تعج الأسواق والمحال التجارية بالفسيخ، والباعة المتجولين الذين يعرضون اسماكهم المملحة. ويختلف الطلب على الفسيخ من عائلة لأخرى، اذ تفضل بعضها شراء السمك المدفون في اكياس تحت التراب، وتحبذ اخرى السمك المصنوع على طريقة المخللات، بينما يفضل بعضها الآخر "الرينجه" السمك الاسرائيلي المدخن.

ويقول فايز وهو مدرس فلسطيني يحرص كل عام على شراء "الرينجه" الاسرائيلية قبيل العيد لـ"الجريدة"، "لا يمكن الاستغناء عن وجبة الفسيخ يوم العيد (...) ننتظرها طوال شهر رمضان". ويفضل المدرس الذي يتقاضى راتباً شهرياً من الحكومة الفلسطينية نحو 500 دولار، شراء المدخن الإسرائيلي لطعمه المغاير.

وسمحت اسرائيل التي تضرب منذ سنوات طوقا مشددا على القطاع الذي تحكمه حكومة حركة "حماس"، أخيرا، بإدخال اصناف مختلفة من البضائع، بينها المدخن الإسرائيلي الذي يتوافر بكثرة في المحال التجارية ويبلغ ثمن الكيلو نحو 14 دولارا.

وتبرر منال زيارة في منتصف الخمسينيات من عمرها، وهي تتجول في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، عدم شرائها الفسيخ وتجهيزه لمائدة افطار يوم العيد لعائلتها، بأجواء الحر الشديد في غزة، وأضافت: "وجبة الفسيخ في الشتاء افضل (...) تعطي حرارة، والطقس العام لا يحتاج الى وجبات حارة تسبب العطش الشديد".