أردوغان يدفع من بيروت نحو «شينغين» عربي - تركي

نشر في 26-11-2010 | 00:01
آخر تحديث 26-11-2010 | 00:01
• الحريري: الوحدة اللبنانية تشكل عنصراً للوحدة الإقليمية

• صدامات بين القوى الأمنية ومتظاهرين أرمن
استهل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يومه الثاني من زيارته للبنان، التي كان بدأها أمس الأول، بافتتاح المؤتمر المصرفي العربي صباحاً، قبل أن يزور مدينة صيدا الجنوبية، إذ أكد أن "لبنان كان ولايزال مثالاً للتعايش".

اختتم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته للبنان أمس، إذ بدا حريصاً على دفع العلاقات مع بيروت والعرب، والتركيز على "التاريخ والثقافة" اللذين يجمعان الشعبين "منذ مئات السنين"، داعياً الى الحذو على طريق الأوروبيين وتأسيس اتحاد "شينغين" عربي - تركي.

وافتتح أردوغان صباح أمس المؤتمر المصرفي العربي، بحضور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

ورأى أردوغان خلال المؤتمر أن "الجغرافيا الواسعة تجعل الناس يتكلمون لغات مختلفة، لكن اللغة واحدة والثقافة واحدة"، مضيفاً: "شكلنا التاريخ مع بعضنا في هذه الأرض، وسنشكل المستقبل معاً، والمثل التركي يقول لا تأخذ بيتاً بل خذ جاراً، وهناك مثل عربي بهذا المعنى: الجار قبل الدار".

وقال رئيس الوزراء التركي: "نحن نأتي من ثقافة حولنا فيها الجار الى علاقة أخوية، فقد تشاركنا الأحزان والأقدار، وسوف نتشارك في الرفاهية والانسانية أيضاً"، واضاف: "نحن رفعنا التأشيرات مع كل من سورية ولبنان والاردن، ولم يكن لنا اي ضرر من ذلك، نحن لم نرفع التأشيرات بل رفعنا الحسرة بين شعبينا منذ مئات السنين، والآن يتعانق إخواننا في ما بينهم، وهناك تبادل للزيارات، بالإضافة إلى ان رجال الاعمال يستطيعون الذهاب الى البلدين بكل راحة".

وسأل أردوغان: "لماذا لا نؤسس بين بلداننا شيئاً شبيهاً بالشينغين في الاتحاد الأوروبي؟ فنحن لا نفهم لماذا الخوف من ذلك؟ فهدفنا الوحيد في المنطقة السلام والاستقرار والرفاهية".

وتوجه رئيس الوزراء التركي ظهر أمس إلى الحنوب اللبناني، حيث رعى حفل افتتاح مستشفى الحروق الذي بني بهبة تركية في صيدا، بحضور الرئيس الحريري.

وأعرب اردوغان من صيدا عن إيمانه بأن "هذا المستشفى سيلعب دوراً تنموياً"، لافتاً إلى "افتتاح 55 مدرسة وتسليم لبنان مركزين صحيين"، مؤكداً أن "تركيا ستستمر في جهودها من اجل تأمين المياه لبعض البلديات وايضاً سيارات الإسعاف".

وقال: "نحن نعرف ما هي وظيفتنا تجاه لبنان. إن لبنان هي شقيقة تركيا، وإن الآلام التي عانيتم منها في عام 2006 عانينا منها نحن آنذاك، لذا فإغناء لبنان في مثل هذه المراكز سبب لسعادتنا".

وشدد أردوغان على "أهمية المحافظة على الوحدة ومنع المحرضين من التسلل إليها"، لافتاً إلى أن "لبنان كان ولايزال مثالاً للتعايش. إن لبنان قد تعايش فيه مختلف الأديان على مدى التاريخ، ولكن منذ فترة كان هناك من يريد أن يخربه، ولا يجب ترك الفرصة لهذا الامر، بل يجب أن نمشي معاً إلى المستقبل".

من جهته، رحب الحريري بالرئيس أردوغان في صيدا "عاصمة جنوب لبنان، خط الدفاع الرئيسي عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي"، وقال: "أهلاً بك في مدينة الرئيس رفيق الحريري صديق تركيا الذي آمن بالعلاقات اللبنانية - التركية، ووضع حجر الاساس من جديد، فأنت هنا بين أهلك ومحبيك والمشاعر الطيبة التي ستسمعها من جميع اللبنانيين تجاه صديق لبنان الكبير دولة الرئيس رجب طيب اردوغان".

وأكد رئيس الوزراء اللبناني أن "الأصدقاء الاوفياء مثل رجب طيب اردوغان لن يتخلوا عن سلامة لبنان ومعالجة اسباب القلق المحيطة به"، مضيفاً: "نحن بدورنا نؤكد لك يا دولة الرئيس أن لبنان سيكون بخير ان شاء الله، وان اللبنانيين بكل اطيافهم لن يفرطوا في وحدتهم الوطنية مهما تصاعدت حدة الخطاب السياسي وحملات الكر والفر الاعلامية، فخيارنا في هذا البلد ان نعيش معا ونواجه الاعتداءات الإسرائيلية وأن يكون الحوار بيننا، ولن نيأس يا دولة الرئيس من الدعوة إلى تغليب دور العقل".

وشدد الحريري على أنه "بالتعاون مع رئيس (الجمهورية) ميشال سليمان هناك سبيل وحيد لحل النزاعات، وتقريب وجهات النظر في ظل المظلة العربية، التي توفرها بحمد الله المساعي المشتركة لقيادتي السعودية وسورية"، وتابع: "أقول هذا الكلام لأنني اؤمن بأن الوحدة اللبنانية تشكل عنصراً للوحدة الإقليمية التي نتطلع إليها مع تركيا، فاستقرار لبنان جزء لا يتجزأ من الاستقرار الإقليمي".

وبعد ظهر أمس، وصل اردوغان إلى مقر الكتيبة التركية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في قرية الشعيتية في قضاء صور.

واجتمع أردوغان بقائد الكتيبة وكبار الضباط، بحضور القائد العام لليونيفيل اللواء البرتو أسارتا، واطلع على مهمات الكتيبة العاملة في جنوب لبنان.

وفي السياق، وقعت صدامات بين القوى الأمنية ومتظاهرين أرمن في ساحة الشهداء، كانوا يحتجّون على زيارة أردوغان.

وحاول المتظاهرون تمزيق صور أردوغان المرفوعة في وسط المدينة، وعمدوا الى رشقها بالحجارة، وكيل السباب والشتائم لتركيا. عندها تدخلت القوى الأمنية لمنعهم من ذلك، وحصل تدافع مع عناصر قوى الامن، فأصيب عدد من المتظاهرين.

back to top