الثانية عشرة زوالاً، في ظهيرة صيفية، سماؤها
متوجة بالغيوم، في حانة سكوير سايد، هنا فيمدينة مالمو.عندما تضيع الأحجار الثَمينة بين أقدام المهاجرينوتعبر الصيحة أليمة فوق ذُرى الغاباتعندما تزمجر الريحُ أمام عري العالم.هنا تنفتح نافذة الكلام، حنفية صدئة صوتهايتردد بين الأروقة.هناك شخص ينصت إلى بلد بعيد، مريض يسمعارتطام الخشب بحافة النهر، ظلال وإشارات منرجلٍ يدخّن غليوناً كأنه أضاع البوصلة في الطريقإلى الفردوس.شلال يتدفق من عين الساحر، الحياة مركبلمرثيّات الوداع، هذا ما يظهر في المرآة المقوّسةلن تمضي اللحظة حتى يطير الحمامُ بأبهة ملكيّةفي ساحة المعجزة، حيث الوجوه حائرة أو مضاءةبقناديل الغضب.يتجمّع الألم فوق منحنى الأفقساحباً فجر الوليمة إلى أرضٍ أُخرىهنا دائماً هنافي أبدّية تحبسُ النظرة أنفاسَهابحثاً عن أختها العمياء.هنا في حانة سكوير سايد، يحدث أحياناًأن يشرّف المكان عدد قليل من الزبائن بجمال يُشبه الموت:المغنية الصلعاء مثلاً، أو غودو الذي انتظرناهطويلاً ولم يأت، لكنه أتى في هذه الظهيرة ليخبرناأنه في حياة سابقة كان عتّالاً في مَعمل البراءة وقد تجلىالآن في هيئة الملاك الحارس، الشقراء باربرا تفتح ساقيهاللنادل، مشيرة إلى زهرة الآلهة: قطفها اللعين ابن فضلان.وهناك رجل يفكر بالعودة لكن إلى أين؟أين طرف السلسلة، أين مقبض الباب؟ورغم أن الضّفاف ليست بعيدة لمن يرغب في موجة أو عُشبةفي آخر الليل، فإن صوت القدر هو ذاتُهيتكرر مثل بندول الساعة ليجمع الأضواء والرغباتوالمصائر التي لا تنتهي.مَلاَكُ القوةأمام هذا النهر نجلس, نحن أسرى الخسارات منتظرِين أن يظهر في أية لحظةملاك القوة. إشراقة مليئة بالغضب. أصواتنا ضائعة بين أفلاك بعيدة لا دليل يقود انتظارنا أبداً، وحيدين خلف أبواب تجهلها الريح. وهكذا ننتظر إلى أَن تَبْيَض أعمدة السماء السبعة. لَعَل في يوم ما, يوم شبيه بهذا ستأتي الأمنية على جناحيها وهّاجة مِثْل بريق مدية وستكون السماء مليئة ربما بالنجوم.أَرْض بَعِيدةانتظرت حياتَك في أرض بعيدة. كلّ لحظة مَرَّت حَمَلَت في كفِّها جمرة الصبر. حُلُمِي ظِل تَنْقُصُه شجرة جُرْحُك رأفة الذاهبين إلى نومِهِم. وصوتُك دائماً، بالكاد يترَقْرَق في النسيان. الموت أغفى على يَدِك كزهرة في بَرّيَّة الليل. يَدُك التي رأت وشمَّت رذاذاً خفيفاً على النافذة. لَم أكن بعيداً عندما سقطت تلك الإصبع في رَمَاد الحديقة. اللمسة تركت ظللها على سَرِيرِك اللمسة أزهرَت حين غاب عنها النور. حَيرَتي، خريف لم يَصِل إلى حياتِك. وأشرب من كفِّك فكرة الماء عندما أعطَش.كأسُك فارغة وخُبْزُك فوق المائدة وأنا،جاهداً أجرّ العاصفةفلا أقوى.
توابل
مصائر لا تنتهي
29-12-2010