في ظل الأحداث «القاهرية» المتسارعة لم أستطع إلا أن أتابع الإعلام المصري لأتلمس «نبض» الإعلاميين من كتّاب وصحافيين لاستيعاب مرحلة التغيير التي تمر بها «دول الشمال الإفريقي».

Ad

ابتدأت بقراءة مقال لصلاح منتصر نشرت في صحيفة الأهرام بعد قيام «حركة 25 يناير» يتساءل الكاتب من خلالها إن كان باستطاعة الرئيس مبارك أن يكتب استقالته، ويبعث بها إلى رئيس مجلس الشعب كما تنص المادة (73) من الدستور, تاركا مصر للمصير المجهول الغامض، مستفسراً عن عجلات القوى الجديدة التي ستبرز من خلال ما أسماه بالفوضى، ومسترجعا ذكريات 23 يوليو 1952، وجمال عبدالناصر وحركة الجيش، واعتبارها آنذاك قوى ثورية خارج إطار الدستور أو القوانين، ومن ثم جاءت قرارات الحل والتأميمات وغيرها من التغييرات، بعدها حلت الشرعية والدستور ونقل السلطة عام 67 في مرحلتي السادات ومبارك، واليوم يقف الشباب مطالبا الرئيس مبارك بالرحيل وعدم الترشح أو التعديل الدستوري، والدستور يمنع الحل أو التعديل، ويستطرد الكاتب بأن الإطاحة بالدستور ستؤدي إلى مرحلة طارئة، مختتما حديثه بأن الوطن أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، وعلينا عدم الاستهانة به.

أما الرأي الآخر فهو للكاتب الدكتور عبدالمنعم سعيد يتساءل عن استمرار التظاهر والثورة والفورة والشلل الاقتصادي للدولة والمجتمع، وتنفيذ مطالب الجماهير الثائرة والتي تفترض رحيل الرئيس عبر الدستور، ويقول الكاتب إن ما يجري من جانب فنون التفاوض خاطئ، والاستناد إلى قراءات خاطئة، والجميع ينتظر انتهاء الحزب المسيطر في مصر، وهو الحزب الوطني الديمقراطي، ولم يعد مقبولا أن تكون الحياة السياسية في ظل عدم التوازن الحزبي بين حزب مهيمن له أغلبية كبيرة في البرلمان منذ النصف الثاني من السبيعينات، وأحزاب صغيرة هامشية لا تتجاوز عضويتها العشرات، و»الوطني» ثلاثة ملايين عضو، ومع ذلك لم ينجح الحزب بإقناع المواطنين بنزاهته، وإن كانت هناك خصائص سلبية، فقد تكمن في عدم قدرة الشباب على تحديد الإطار التنظيمي.

اليوم تحدثت الأغلبية الصامتة، وقوى انفلت عيارها من قسوة الشلل الاقتصادي قادتها جماعة من «نزلة السمان»، وهي منطقة سياحية قرب أهرام الجيزة دفعتها قسوة الأوضاع والجوع إلى التظاهر، ثم دخلت جماعات «البلطجة»، والفرصة الذهبية أن يلتقي الجميع في هدف واحد، وتتوافر الفرصة للانتقال الديمقراطي وتحقيق التقدم الشامل.

وعلى الرغم من اختلاف الآراء بين الكاتبين فإنني أدركت أن ما حدث من انتفاضة أو تظاهرة هو مرحلة يراها أغلب المصريين حركة تصحيحية «للبلد» لتجديد الدماء وإعادة تصميم النظام الإداري، ومن ثم استخدام الموارد الاستخدام الأمثل واستعادة مصر لدورها العربي القيادي في المنطقة.

كلمة أخيرة: للأسف في ظل أحداث مصر كان الإعلام العربي الرسمي يستقي الأخبار من وكالات أجنبية ويترجمها ترجمة حرفية.

وكلمة أخرى: على الرغم من قسوة مرتادي «التويتر» على أعضاء البرلمان في تعليقاتهم فإنها تتحلى بخفة الدم، إذ يقول أحد الظرفاء عبر «التويتر» لأحد النواب أو النائبات: «تكفى نبي نسمع تصريحك عن مصر... تكفى نبي نعرف هل انبطاحيتك ناشيونال أم إنترناشيونال؟!».

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة