تحية إلى شباب ثورة يناير، وإهداء إلى مصر وبلغة «الفيس بوك» كتبت عنوان المقال وترجمته «عظيمة... عظيمة».

بعد أقل من شهرين من قيام الثورة وأقل من 40 يوماً من السقوط المدوي للرئيس السابق قدمت مصر للعالم كله درساً جديداً من دروسها التي قال عنها باراك أوباما «لقد علمتنا مصر ومازلنا نتعلم منها الكثير».

Ad

قدم الشعب المصري درساً في الديمقراطية رداً على من تطاول عليه ووصفه ذات يوم بأنه قاصر لا يستحق الديمقراطية، ولا يستطيع تطبيقها، ويجب أن يأخذها بالتقسيط، فكان موقف الشعب في 19/3/2011 أبلغ رد وأصدق تعبير على كل هؤلاء.

لقد خرج الشعب «بنسبة حقيقية تساوي إن لم تزد على كل من خرجوا في الاستفتاءات السابقة» ليعلن رأيه في التعديلات الدستورية، وكانت فرحة الشعب كبيرة، فإحساسه أنه أخيراً أصبح يملك قراره ويحدد مستقبله كما يريد ولا يخشى تزويراً أو غشاً أو خداعاً فقد انتهى ذلك الزمان إلى غير رجعة.

وكان من الطبيعي أن يختلف المصريون بين مؤيد للتعديلات ورافض لها، وبالرغم من أنني كنت ممن يدعون إلى الموافقة، فإنني أرى أن هناك كلمة يجب أن تقال في حق كل من قال «لا».

فإلى كل الأصدقاء وإلى أكثر من 4 ملايين مواطن مصري حقيقي يحب بلده قال «لا»، أقول له لا تغضب ولا تحزن بل يحق لك أن تفرح وتفخر فقد حققت الكثير مما يدعو إلى الفرح والسرور.

أولاً: لقد شاركت في يوم عظيم من أيام مصر، وكنت مساهماً في هذه الفرحة الكبرى والبداية الحقيقية للديمقراطية المصرية، وكنت لاعباً أساسياً- لست بديلاً ولا احتياطياً- في لعبة السياسة كما يحلو للبعض تسميتها، وكل ذلك كافٍ لبث السعادة والفخر في نفسك.

ثانياً: إن ما كنت تسعى إليه من رفض للتعديلات سيتحقق، فالمصريون جميعا «من قال نعم أو لا» يسعون إلى هدف واحد وهو دستور جديد بالكامل، وهذا ما سيحدث إن شاء الله. قد يختلف الطريق قليلاً عما كنت تريده، ولكن في النهاية سنصل إلى النقطة نفسها فلمَ الحزن والغضب؟

ثالثاً: يتعلم الإنسان من أخطائه أكثر مما يتعلم من غيرها، وإن كان هناك ممن قال «لا» من تأثر بحديث سمعه أو تحليل قرأه فقد أدرك الجميع أن عليه من الآن ألا يتأثر بغيره، وليكن إحساسه الداخلي فقط واطمئنان قلبه هو باعثه الأول ومحركه الوحيد لاتخاذ قراره.

رابعاً: لا يمكن أن نرفض الحق لمجرد أن الشيطان هو من يدعو إليه، فلو دعا الشيطان إلى عبادة الرحمن لعبدنا الرحمن وعصينا الشيطان فليست القضية من يدعو؟ ولكن إلى أي شيء يدعو؟ وبالتالي فلا يمكن رفض «نعم» لمجرد أن من يدعو إليها فرد أو فئة اختلف معها فكرياً أو «لا» أرتاح إليه شخصياً، بل يجب النظر إلى الهدف المدعو إليه دون النظر إلى شخص الداعي.

مرة أخرى إلى جميع الأصدقاء والأحباء الذين قالوا «لا»... لا تغضبوا ولا تحزنوا بل افرحوا، فنحن جميعا كمصريين هدفنا واحد ومستقبلنا واحد وأملنا واحد ومصرنا واحدة.

***

للمرة العاشرة أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسيادة اللواء المشرف على الإذاعة والتلفزيون إلى سرعة وضرورة التخلص من أذناب النظام السابق الذين يعملون ضد الثورة وضد رغبات الشعب وآمال الثوار، فلقد رأى الجميع كيف سعى البعض قبل الاستفتاء إلى بث الشك وزرع الفتنة بين المصريين ومحاولة تحويل الاستفتاء إلى حرب بين فريقين ومعركة بين جبهتين، لذلك نطالب بسرعة التخلص من هؤلاء لقطع دابر الفتنة والقضاء على الثورة المضادة، وكما يعلم الجميع فالتباطؤ في اتخاذ القرار هو درجة من التواطؤ مع أعداء الثورة نربأ بالمجلس الأعلى أن يقع فيه.

***

لا للانتقام والشماتة والتشفي، نعم لبناء مصر الجديدة، مصر العدالة والحرية، مصر الواجب والمسؤولية، مصر الأمان والديمقراطية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة