يحاول بشار ومحمد وكارم، وهم أطفال فلسطينيون، اختيار ما يناسبهم من الملابس المستخدمة على مضض من أحد محال البالة المنتشرة بكثرة في سوق "فراس" الشعبي وسط مدينة غزة، لارتدائها يوم عيد الفطر.

Ad

وازداد تهافت الغزيين، خاصة الفقراء منهم وذوي الدخل المحدود خلال الأيام القليلة الماضية على سوق البالة، بهدف شراء كسوة العيد لأطفالهم من الملابس المستعملة الزهيدة الثمن.

ويقول بشار 12 عاماً الذي يحاول والده اقناعه بملابس البالة لـ"الجريدة": "لا يوجد ما يناسبني في البالة (...) جميعها موديلات قديمة"، وأضاف بحزن وحسرة "كل أصدقائي اشتروا ملابس جديدة للعيد".

ورغم العروض الخاصة والتنزيلات الهائلة التي يقدمها عدد كبير من محال الملابس الجاهزة على أسعار الملابس الجديدة لدفع المواطنين على الشراء، فإن هناك شريحة كبيرة من العائلات في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، لم تقوَ على شرائها.

ويقول سامي 42 عاماً، الذي خرج لتوه من محل لبيع الأحذية في شارع الرمال الراقي وسط غزة لـ"الجريدة": "التجار يتلاعبون بالأسعار على مزاجهم (...) ليس من المعقول حذاء طفلتي التي لم تبلغ من العمر سنتين ثمنه 90 شيكل (24 دولارا)".

وبصوت عالٍ تصرخ عائشة في مطلع الخمسينيات من عمرها، على أطفالها وهي تحاول إخراجهم من أحد المحال التجارية "بدي لطامة على الكهرباء (...) امشوا شوف عيني هد حيلي من هذه الأسعار".

وتقول الأرملة عائشة التي تعيش وأسرتها على منح من جمعيات إغاثية في غزة: "لا أقدر على شراء ملابس جديدة لأطفالي الستة بهذه الاسعار (...) سأقصد سوق البالة لشراء الملابس المستخدمة بدلا من الجديدة لأدخل الفرحة على أطفالي".

وتشتهر محال البالة التي انتعشت أخيرا بعد أن سمحت إسرائيل بإدخال الملابس المستعملة الى القطاع المحاصر منذ سنوات، بتوافر كل أحجام وأصناف الملابس والأحذية المستخدمة وبأسعار بسيطة.