المعارضة السورية... أهم ما فيها تعدديتها!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
حتى الآن ورغم مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على انطلاقتها في عام 1965 فإن الثورة الفلسطينية لاتزال تتشكل من نحو عشرين فصيلاً ومنظمة، مختلفة المآرب والتوجهات والولاءات ومصادر التوجيهات والتمويل، وحقيقة أن هذا لم يُعبها، مع أنه شكل سابقاً عبئاً كبيراً عليها طالما أن بعضها انضوى في إطار منظمة التحرير التي اعترف بها العرب في قمة الرباط عام 1974 ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني والتي تعترف بها الآن معظم دول العالم، بل كلها باستثناء دولة إسرائيل. وما ينطبق على الثورة الفلسطينية، التي بدأتها "فتح" من الكويت بعد اجتماع على شاطئ البحر في منطقة "الصليبيخات" ينطبق على ثورات كثيرة عرفها القرن العشرون، من بينها الثورة الخمينية التي أطاحت عرش محمد رضا بهلوي في عام 1979 والتي شاركت فيها فصائل كثيرة إلى جانب تنظيم المعمَّمين بقيادة حسين منتظري من بينها الحزب الشيوعي الإيراني "توده" وحركة مجاهدي خلق بقيادة مسعود رجوي وحركة فدائيي خلق اليسارية، وكل هذا بالإضافة إلى تشكيلات صغيرة، وبالإضافة إلى تيار "البازار" الذي كانت هذه الثورة في حقيقة الأمر هي ثورته.والمشكلة بالنسبة لإيران أن الخميني بسبب نزعته الفردية وتكوينه السياسي "الحوْزي" تماشى وتعايش مع كل هذه الفصائل والتنظيمات خلال فترة النضال ضد عرش الطاووس، لكنه بمجرد تحقيق هدف إسقاط نظام أسرة بهلوي استدار نحو هؤلاء الحلفاء وبدأ التخلص منهم واحداً بعد الآخر إلى أن جاء الدور على بني صدر وبختيار وبازركان وصادق قطب زاده ومنتظري، ويقال أيضا بهشتي وآخرون لكثرتهم لا يمكن ذكر أسمائهم كلهم في هذا المقال المختصر.إن أهم ما في هذه المعارضة السورية هو أنها لا تقتصر على زعيم واحدٍ أوحد "لا يُقعقع له بالشِّنان" وهو أنها خرجت على هذا النحو من بين صفوف شعب بقي نحو ثمانية وأربعين عاماً وأكثر لا يعرف إلا الحزب القائد الأوحد والقيادة القطرية والقيادة القومية وصراع "الرفاق" "الذين تناوبوا الحكم من خلال انقلابات عسكرية متلاحقة انتهت بانقلاب حافظ الأسد عام 1970، الذي حول بعد ثلاثين عاماً حكم حزب الوحدة والحرية إلى حكم وراثي استبدادي، ولهذا فإن ما هو مؤكد أن نظام هذه التجربة الجديدة التي بدأت كحركة تعددية شعبية سوف يكون الأنموذج الديمقراطي والعلماني لكل إنتاج هذا الربيع العربي الذي هو بحاجة إلى الوقت والمزيد من الوقت للحكم بما عليه وبما له.