يمر جسم المرأة الحامل بتغيرات جسدية ونفسية مختلفة لتوفير بيئة صحية مناسبة لاحتضان الجنين وتزويده باحتياجاته كافة. فمن المهم معرفة التغيرات التي تحدث في الجسم فهي المؤشر الطبيعي إلى وجود بيئة سليمة صحية لتنشئة الجنين.

Ad

الرحم هو المنزل المهيأ لاحتضان الجنين داخل جسم المرأة، وهو عضلة سميكة جوفاء على شكل إجاصة مقلوبة يتغير حجمها تغيراً كبيراً تبعاً لمراحل الحمل وتقدمه.

نتيجة لزيادة هرمونات الحمل المختلفة تشعر المرأة بتغيرات جسمية وفسيولوجية متعددة في بداية الحمل:

- زيادة في حجم الثديين مع إحساس بالألم.

- وخز في الحلمتين واحتقان في اللون حولهما.

- غثيان متكرر، خصوصاً عند النهوض من النوم صباحاً قد يؤدي الى التقيؤ.

- فقدان شهية وعسر هضم.

- أرق واضطراب في النوم وأحياناً رغبة شديدة في النوم خلال النهار.

- رغبة متكررة في التبول نتيجة ضغط الرحم على المثانة، تختفي بنمو الرحم الى الأعلى.

- شعور بمغص خفيف في أسفل البطن نتيجة لزيادة حجم الرحم وضغطه على الأربطة وهذا الألم ظاهرة جيدة لاستقرار الطفل في مكانه الطبيعي.

الجنين الذي يتكون من اتحاد البويضة الأنثوية والمني الذكري يحمل سمات نصفها من الأم وأسلافها والنصف الآخر من الأب وأسلافه. فاتحاد البويضة بالمنوي يؤدي الى اندماج صبغات الأم والأب الوراثية لتظهر في الجنين من بدء تكوينه كجينات مسيطرة أو متنحية، ليظهر خليط جديد من خصائص وسمات الآباء والأجداد. وبما أن الجينات تظهر عشوائياً فان الطفل يأتي ككائن فريد متميز يختلف عن والديه وإخوته وأخواته وإن حمل كثيراً من صفاتهم وسماتهم الوراثية.

احتياطات في بدايته

في المرحلة الأولى المبكرة من حياة الجنين، أي الأسابيع الأولى لتكوينه، تكون خلاياه رقيقة حساسة وشديدة التأثر بالعوامل المسببة للتشوهات، لذلك يجب على المرأة الحامل أن تتجنب الأمور التالية:

- الفحص الاشعاعي لأن تعرض الجنين للأشعة السينية (أشعة X) قد يؤدي الى نتائج ضارة سلبية على الجنين.

- تناول أي دواء من دون استشارة الطبيب المتخصص، فقد تسبب العقاقير البسيطة أذى للجنين في بداية تكوينه في الأسابيع الأولى من الحمل.

- جميع المواد الكيماوية التي تستنشق بسهولة كالأصبغة والمواد المنظفة والمزيلة للبقع وما شابه ذلك.

- مخالطة المصابين بأمراض معدية، فبعض الفيروسات كفيروس الحصبة الألمانية غير خطر على صحة الأم، لكنه يؤدي الى تشوهات بالغة لدي الجنين خلال الأشهر الأولى من الحمل.

- عدم التنزه بالأحراش والغابات لتجنب لدغة «القرادة} وهي حشرة ماصة للدم، تحمل نوعاً من البكتيريا يسبب مرض «ليم» الذي يصاحبه ارتفاع شديد بدرجة الحرارة وتأثيراته على الجنين غير معروفة.

نظام جديد صحي

يجب إعادة النظر في نظام الحياة والعادات والسلوكيات الحياتية والغذائية لتناسب احتياجات الجنين وصحته. خلال الأشهر الأولى من الحمل، يتكون جهاز الطفل العصبي وتتكون جميع أعضائه، لذلك يجب العناية الخاصة بكل ما تقوم به الحامل ويؤثر على الجنين:

- التخفيف من شرب الشاي والقهوة وجميع المنبهات.

- الامتناع عن التدخين.

- شرب ليتر حليب وعصائر طازجة.

- الإكثار من شرب الماء.

- تناول الأكل الصحي المتوازن والإكثار من الخضار والفواكه لتجنب حدوث إمساك والحصول على المعادن والفيتامينات المختلفة، لكن يجب الحرص على غسلها جيداً قبل تناولها.

- عدم تناول البيض أو اللحوم النية والتأكد من طهيها جيداً.

- تناول البروتينات مهم جداً لبناء أنسجة الجسم من مصادر مختلفة كاللحم والسمك والدواجن والبيض والحليب ومشتقاته والبقوليات والحبوب.

- استهلاك الدهون الجيدة لأهميتها في تكوين الأعضاء، خصوصاً الجهاز العصبي.

- التقليل من الدهون والسكريات.

- أخذ فترة راحة في منتصف النهار.

- النوم بما لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات.

- تجنب الضغوط النفسية، والتعب الجسدي.

- ممارسة رياضة خفيفة للحفاظ على لياقة الجسم ومرونته.

- الابتعاد عن الحيوانات الأليفة كالقطط التي قد تحمل طفيليات.

للحفاظ على جمال الجسم

التغيرات النفسية والجسدية الموقتة التي تحدث في جسم المرأة الحامل، مع بعض التوعكات الصحية التي تختلف حدتها من امرأة الى أخرى، تتطلب بعض الاهتمام للحفاظ على نضارة الجسم وجماله.

- البشرة: تظهر تشققات في البطن والصدر نتيجة لزيادة الوزن وتعرض الجلد لضغط كبير. تكون البداية خطوطاً حمراء داكنة مائلة الى البنفسجي، ثم تصبح بيضاء لامعة، ولا تزول آثارها عن الجلد لأنها تنتج عن تمزق النسيج المطاطي في الطبقة الخارجية منه. هذه التشققات مرتبطة بنوع الجلد وزيادة الوزن، لذلك ننصح أن تكون الزيادة في الوزن تدريجية وباستخدام كريمات مرطبة ومغذية.

- الوجه: تتعرض بشرة الوجه للجفاف بسبب هرمونات الحمل. لذلك ننصح بعدم التعرض للحرارة أو البرودة الشديدة والاهتمام بتغذية البشرة بالكريمات المغذية.

- الثديان: نتيجة لزيادة حجمهما بسبب نمو الغدد الحليبية تمهيداً للرضاعة يصبح الثديان ثقيلين، ما يتطلب ارتداء حمالات عريضة جيدة. كذلك تتطلب الحلمتان عناية خاصة لتنظيفهما من الجلد الميت والقشور وتجهيزهما للرضاعة. ننصح باستخدام الكريمات لترطيب جلد الثديين والحلمتين.

- الشعر: يصبح الشعر أكثر كثافة وأكثر لمعاناً بسبب زيادة هرمون البروجسترون.

- العظام والأسنان: تحتاج الى التغذية الصحية السليمة والحصول على الكالسيوم والمعادن المختلفة. كذلك يجب زيارة طبيب الأسنان للتأكد من سلامة الأسنان.

- العينان: قد تخف رطوبة قرنية العين أثناء الحمل لذلك يفضل استخدام النظارة الطبية بدلا من العدسات لمن يحتاجها.

- نظافة الجسم: الحرص على الاغتسال وتنظيف الجسم جيداً وترطيبة بالكريمات المغذية.