طالعتنا الأخبار بتصريح للفنان "حسن يوسف" يطلب فيه الرحمة للرئيس المخلوع مبارك و"أنه عزيز قوم ذل"! وأضاف الفنان "أن من لا يرحم لا يُرحم".

Ad

قول جميل في مضمونه لكن لا يُعقل أن يؤخذ به بعد استجواب الرئيس وبعض رموز قيادته الذين أفصحوا عن هول ما ارتكب في حق شعب مصر العظيم.

فكيف يا سيدي الفنان المخضرم تريد لشعبك الذي ذاق الويل، ولمدة تزيد على الثلاثين عاما، ودُمرت شخصيته العربية، ولاذ بالمقابر سكناً، وتفشت فيه الكثير من صور الفساد، أن يقبل برحمة تنزل على المتسلط الذي لم يستمع إلى النصائح التي كانت تصله، بل تعنت في مواقفه ضاربا عرض الحائط بمطالب الشعب الذي حكمه لعدة دورات بانتخابات مزورة وغيرها مما تعرفه أنت وكل الفنانين.

أنت أخبر منا بما فاض به الكيل من كمية الفساد، وأنت أقرب إلى عالم الفن من أي شخص آخر لتقارن بين فناني زمن مبارك وفناني العصر الذهبي الذي كنت أنت واحدا من أهله.

ما كانت حجتك بمقارنة مبارك بـ"عبدالناصر" تكفي لتمر كلماتك مرور الكرام، فهزيمة 67 نعم كانت مريرة حقا في تلك الفترة، ولها أسبابها من تهاون الفاسدين الذين خانوا العهد مع عبدالناصر نفسه، ولا أظنك نسيت الموقف العظيم الذي وقفه عبدالناصر حين تحمل المسؤولية كاملة عن النكسة، وأتبعها بالتنحي عن منصبه وعودته لصفوف الجماهير!

الفرق كبير بين عبدالناصر الذي لم تكن له حسابات بنكية وثروات عظيمة، ومبارك الذي استغل منصبه ليثرى هو وأولاده وزوجته.

رحمة بشعب مصر الطيب، فلا تضربوا على وتر حساس تعلمون أن هذا ليس وقته ولا هذا زمانه، ولا أظنك لم تقرأ الحديث الشريف "إنما أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد"!

وهل بعد هذا تطالب بالرحمة لمن كان سببا في دمار بلد جاء ذكره في القرآن بأنه بلد الأمن والأمان "ادخلوها بسلام آمنين".

كثير من الفنانين أدلوا بدلوهم كأفراد من الشعب، وكانت لهم ردود فعل من حكم الواقع الذي عاشوه، ومنهم من تعاطف مع الرئيس المخلوع في البداية، ولكنهم حين عرفوا عظم الجرم الذي ارتكبه في حق شعبهم تراجعوا، وكانت لهم مواقف تميل إلى حكم القضاء المصري النزيه.

ولن نمر من هنا دون التذكير بما فعله بشعب غزة من حصار كان أقسى عليهم من دولة الاحتلال التي كان يمثل يدها التي تبطش بالصامدين المحاصرين، وزاد على ذلك أن أمر ببناء جدار فولاذي بين شعب غزة وشعب مصر الذي روت دماؤه أرض فلسطين وأرض سيناء طوال عقود الحروب العربية الإسرائيلية كان فيها الجيش المصري درع الأمة.

الكثير يستوعب المقام والجميع يعرف تفاصيله، ولكن يعز علينا أن نقول لك أيها الفنان الكبير: لا يا شيخ حسن!