خير العقاب ما قل كلامه ودل

نشر في 02-07-2011
آخر تحديث 02-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 نوال أحمد الصالح حقيقة علمية تناولتها مقالة عن أسباب سلوكيات الأطفال المزعجة للدكتور بلايس رايان مؤلف «دليل الطفل السعيد»، مرجع الآباء في سلوك الأبناء، تقول هذه المقالة إنه عندما يتعرض الطفل لموقف مؤلم أوعصيب يؤدي ذلك إلى شعوره بالضيق وعدم القدرة على التفكير السليم.

وفي حقيقة الأمر أن ما يحدث هو أن تقوم الغدة الأدرينالية بإفراز كميات من هرمون الكورتيزون على حسب الموقف الضاغط الذي يتعرض له الطفل والمشاعر السلبية التي يعانيها، ويقوم هذا الهرمون بإضعاف عملية التفكير لدى الطفل.

والمشكلة أن هرمون الكورتيزون يترسب في كل مرة بكميات قليلة في الدماغ مما يضعف خاصية التفكير لدى الطفل عند التعرض للضغوط النفسية فيعمل كحاجز يفقده التفكير السليم في المواقف التي يتعرض لها وقت الضغوط النفسية، لذلك عندما يتعرض طفلك إلى إحباط ومشاعر سلبية يعمل ذلك على زيادة هرمون الكورتيزون في دماغه مما ينتج عنه زيادة في الحركة لدى الطفل أو يكون طفلا عصبيا عدوانيا، غير قادرعلى التركيز.

إن التحدث مع الطفل بصوت عال وصراخ ظنا منك أنه لا يسمعك لأن صوته عال وهو يبكي هو أكبر خطأ، وذلك لِارتفاع نسبة هرمون الكورتيزون في دماغه مما يجعله غير قادر على الاستماع، ومهما لجأت إلى الصراخ لن يستجيب.

كما أن محاولة استخدام القوة والضرب لحسم الموقف قد تزيد من صراخه وعدم السيطرة عليه؛ لأنه أصلا يشعر بالإحباط وعدم الفهم لرغبتك بعدم الاستجابة لطلباته، وأي محاولة لتقويم سلوكه عن طريق الضرب سوف تقابل بالشعور بالظلم ومحاولة التصدي لهذا الشعور.

الحل ببساطة علمية وغير معقدة، لا يكون تقويم السلوك في وقت محدد إنما من خلال مراحل نمو الطفل بين أحضانك، وأنت كمرب فاضل لن تكون قادرا على تعليم طفلك مهارة وهو في حالة إحباط أو غضب، فكان من الأجدر أن تجعل له مساحة من التفكير قبل رفض طلبه، وذلك من خلال إعطائه الوقت للتعرف على اللعبة ومن ثم التحدث معه فيما إذا كان يريدها حقا أم يريد الذهاب معك إلى الشاليه، لأن وضع الخيار بيد الطفل يجعله أكثر سيطرة على أفعاله، وفي حال تشبث الطفل باللعبة يمكنك إعطاؤه خيار أنك موافق مبدئيا على شراء اللعبة، ولكن عليه أن يأخذ وقته في البحث عن غيرها.

فقد يجد أفضل منها، وكثيرا ما طبقت شخصيا هذا المبدأ، وكنت أخرج من محل اللعب دون شراء أي لعبة ودون مشاحنات، فقط لا تنسَ أن تسمح له بحملها، وهو يبحث عن غيرها، أما إذا ازداد إصراره على امتلاكها، فلن تجد حلا غير الرضوخ له وشرائها وأنت على يقين بأنك كنت سببا في وجوده في محل اللعب من ناحية، ومن ناحية أخرى لن تستطيع أن تقوّم سلوكه أمام العامة.

back to top