لله درّ هذه الحكومة، ما أشد حرصها على تطبيق القانون إن كان على خصم من خصومها! أما إن كان منتهك القانون من أحبابها الفاسدين المفسدين، فـ«الهون أبرك ما يكون»، والعجلة من الشيطان، وفي الأمر نظر، واصبروا... القانون سيأخذ مجراه- بعد عام أو عامين أو عشرة- أو قد لا يأخذ مجراه بالمرة، لأنها ستجد له مخرجا قانونيا بإذن الله، و«يا دار ما دخلك شر»!

Ad

تنفيذ القانون بعين واحدة! هذا بالضبط ما تحرص الحكومة على القيام به كل مرة، فالسارق والراشي والمرتشي والمزور يجلسون في بيوتهم يشاهدون التلفزيون، ويشربون القهوة، وينامون آمنين مطمئنين «منذ شهور»، ومن اقتحم مجلس الأمة من الشباب المتحمس «قبل أيام» يقبض عليهم ليوضعوا في السجن، منتهى العدالة يا حكومة!

نعلم جميعا، أن ما فعله الشباب خطأ كبير وإن كان بحسن نية، ولا نطالب بالعفو عنهم كي لا يستهان بالفعل أو يتكرر مرة أخرى، نحن مع تطبيق القانون عليهم، لكننا في ذات الوقت، نطالب الحكومة- إن كان لديها ذرة شجاعة- أن تطبق القانون على جماعة المرتشين، لأن جرمهم أكبر، ونيتهم بإفساد البلد وسرقته أعظم، وألا تستعرض عضلاتها على الضعفاء، فالشجاعة أن تتصدى للقوي وأن تأخذ حق المواطنين منه، لا أن تحميه وتجزل له في العطايا، ثم تريد منّا أن نصدق حرصها على تطبيق القانون! قانون «إذا سرق الضعيف...»!

***

كتبت في «تويتر» قبل أيام: «أن تؤمن بالحرية، فذلك يعني أن تؤمن بحريتك وحرية غيرك في التعبير عن رأيه، لا أن تطالب بحريتك بالأمس وتستهزئ وتنتقص من حرية الآخرين اليوم»، والسبب هو الكم الهائل من السخرية والاستهزاء الذي كتبه معتصمو يوم الاثنين «جماعة المعارضة» على من اعتصموا يوم الثلاثاء «جماعة الحكومة» ونعتهم بالفداوية أو السخرية من لباسهم أو لهجاتهم أو التشكيك في هويتهم بطريقة عنصرية مقيتة!

المشكلة أنهم قبل 24 ساعة كانوا يزعمون أنهم مجتمعون للدفاع عن الدستور والدفاع عن الحريات! أي دستور وأي حريات؟!... «عجايب»!!

***

وزارة الإعلام تكيل بمكيالين، تمنع القنوات المحلية من نقل اعتصام المعارضة، ثم في اليوم التالي تسمح لها بنقل اعتصام الحكومة، أي قانون تطبقين أنت الأخرى؟! «قانون بو وجهين»؟!

***

أسئلة تتقافز أمامي كلما انتقل إلى رحمة الله فنان أو أديب أو مفكر:

لماذا يظل المبدع منسيا من الجميع في سني عمره الأخيرة لا يتذكر أحد أعماله أو إنجازاته أو إسهاماته إلا حين يتوفاه الله؟! لماذا لا نشعره وهو بيننا بقيمته وبتقديرنا لما قدمه من عطاء لمجتمعه ووطنه؟! هل يستمع إلينا الآن ونحن نتحدث عنه لساعتين أو ثلاث ساعات في التلفزيون أو الإذاعة؟! أي تكريم هذا الذي نقدمه له وهو في قبره بعد أن تجاهلنا عبقريته وإبداعه طوال نصف قرن؟! الموسيقار الكبير أحمد باقر مثال على ذلك!

***

آخر كلام:

العنف لا يولد إلا العنف، والقسوة لا تنتج إلا الكراهية والأحقاد، والذكي من يتعلم ويتعظ من أخطاء غيره ولا يكررها، فهل هناك من يعي هذا الكلام في وطني؟! آمل ذلك!