ذهب إلى نيويورك ومزق وثيقة حقوق الإنسان ورماها، فضحك عليه الناس وناموا حتى أنهى خطابه، ثم سافر إلى إيطاليا، ووضع صورة المختار على صدره في الصباح وضرب موعدا مع 100 فتاة بمواصفات غير عادية... مساء، وعاد إلى أبناء عمومته، فترفّع عليهم ووصفهم بالأغبياء، وفاجأهم بمنصبه الجديد... ملك الملوك... مبروك. في كل مرة يعود ينظر إلى أسفل منه ليرى كل شيء كما كان، الدولة مسطحة، يغلب عليها اللون الصحراوي، لا علاقة لها بتطور نيويورك ولا تنظيم أوروبا ولا حتى ثراء الخليج، فالناس تغرق في الصمت.
هكذا أريدكم، هكذا صنفتكم، وهكذا ستكونون، إذ خلقت بداخلكم أسطورتي المهيبة، ولن يلومني أحد، فلست بأحسن حال من جيراني وزملائي في المهنة، فقط أريد ضمان مستقبلي الوظيفي، وأدخر شيئاً لأبنائي.عشوائية متفرقة وحماس يافعين في أطراف بنغازي، وقتل بالجملة في المقابل وقنص في الرؤوس، وخرجت النتيجة مرعبة: 500 قتيل في أسبوعين، تريد تنزيل الهامات باختراق الطلقات لها؟ تفضل، تقتلنا ونقتل مرتزقتك، تهاجمنا ونستولي على أسلحة كتائبك، وإليك هذه المعلومة: نحن نكرّ ولكن لا نعرف الفرار. لم يستوعب ما حصل، خرج بخطاب مدته ساعتان كان غثا كله، الفائدة الوحيدة والمعلومة الصادقة هي سؤاله الذي كلنا نتذكره: "من أنتم؟". لم يسمع منهم رداً، رآه رأي العين، فذهبوا إليه في باب العزيزية... فلم يجدوه.وإلى أن يصيد الضيوف مضيفهم لنذهب إلى بنغازي، إذ تشكل مجلس أزمة أو مجلس حرب أو مجلسا انتقاليا سمه ما شئت، لا يهم. التشكيلة ذكية جدا، لم يغفل أحد من ممثلي الأمة، فالذي يريد إخفاء اسمه! لا مانع ولكنه ممثل، والبعض لم يحضر، لا مانع أيضا، ولكن له حقوق العضوية. الرئيس من أكثر الشعب احتراما وتقديرا، إذ تطمئن لسماع صوته وتصدقه فيما يقول، ويأتي من بعده أكبر علماء الاستراتيجيات في العالم العربي، له دراسات وتجارب وممارسات، أعتقد أنه أحد مفاتيح اللعبة الرئيسيين. اختاروا أحد أشهر الإعلاميين العرب وهو الذي له حضور قوي في أميركا، ومطلع على الثقافات الإعلامية للمجتمعات الغربية، وهذا جعل من خطابهم الإعلامي مادة كسب دعمت جهود الثوار، وأضفت الشرعية على الجهود الدبلوماسية، واستلم ملف الاقتصاد والمالية الأستاذ الجامعي الذي لا يعرف المستحيل، وأجاد إلى درجة الإبداع. الهيكل التنظيمي كان معدا بشكل احترافي، فلا يوجد تداخل في الاختصاصات ولا تنازع في المسؤوليات، وكانت الرؤية واضحة فتحدث الجميع بلغة واحدة، فلم يدخلوا سابقا السياسة وبرعوا في الدبلوماسية، ولم يتعودوا على حمل السلاح فاستبسلوا في الحرب، ولم يجربوا الرئاسة فأصبحوا قادة، ولم يكن يعرفهم أحد فاعترفت بهم 60 دولة خلال أقل من 3 أشهر. هذا هو الإنجاز.
مقالات
إدارة الشجعان
03-09-2011