نحلم كمهتمين بالحراك الانتخابي الكويتي أن يدخل علم السلوك الانتخابي ثورة منهجية في يوم من الأيام, خصوصا أنه مجال خصب من جهة، وندرة النماذح سواء الخليجية أو العربية التي يمكن أن نقتدي بها من جهة أخرى. واليوم وبعد انتهاء الموسم الانتخابي, وبدء مرحلة المراجعة والمحاسبة، وتشكيل الكتل البرلمانية لهذا الفصل التشريعي طبقا لمعطيات الانتخابات ونتائجها، فليسمح لي القارئ بالمشاركة ببعض الملاحظات:

Ad

• للمرة الأولى تتم الانتخابات بمشاركة مراقبين دوليين إلى جانب مراقبين محليين من جمعية الشفافية ومنظمات المجتمع المدني، وإقبال مرتفع بين المتوقع، وهو 58% والواقعي وهو 61%. و400 ألف و296 ناخبا وناخبة, ولم تتم عملية الاقتراع إلا تحت إشراف 800 قاض رئيسي واحتياطي في 98 مدرسة موزعة على دوائر الخمس.

وما إن انتهت حتى عاد بعدها المراقبون الدوليون بانطباعات مختلفة حول غياب النساء عن البرلمان, بالإضافة إلى العوامل المشتركة التي تجمع وصول التيارات الإسلامية عبر صناديق الاقتراع ومقارنتها بمصر وتونس.

• الأغلبية توقعت أن يعزف الناخبون هذا العام عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولكن المفاجآت المستمرة أدت إلى الترقب والسلوك غير العادي في الاقتراع, والمدفوع بغضب أحيانا وبقناعة أحيانا أخرى, لذا فالتعبئة السياسية في بعض الدوائر رفعت نسبة الاقتراع وأطاحت بالمستقلين، والمزاج الانتخابي استحسن أصحاب المواجهة والإثارة... لاحظ أخي القارئ علاقة الإثارة والاستقطاب بالتغيير.

• الأغلبية هذا العام اختارت التيار الإسلامي ذا القدرات التنظيمية العالية التي تتميز بها التنظيمات الدينية والقبلية، لذا نجد استجابة فورية لتلك التوجهات خصوصا مع استخدام وسائل الاتصال الإلكتروني، وهو درس يجب أن نعيه جيدا.

• أما النائبات السابقات فتجربتهن كانت ناجحة، لكنها لم تتفق ومزاج الناخب واختياره لها هذا العام؛ وذلك لغياب حملة التسويق التي صاحبت المرأة خلال الانتخابات الماضية، واتجاه الجهود هذا العام نحو الوجوه الشبابية الجديدة.

وباعتقادي أن الوقت مناسب لإعداد مرشحات للمستقبل من الدوائر المختلفة ليستفدن من النائبات السابقات لاسيما الراغبات بدخول المعترك السياسي في الفترة القادمة.

• النواب الذين اتهموا بالموالاة مسبقا يدعون اليوم إلى فتح صفحة جديدة مع زملائهم والحكومة الجديدة، أما النواب الذين تعهدوا بفتح ملفات الفساد فقد ابتدؤوا حربا إعلامية منذ اليوم لإدانة من اتهم بالرشوة، الأمر الذي يدل على لغة حوار "نارية" مقبلة بالبرلمان بين النواب.

• الدائرة الثالثة تعرضت هذا العام لضغوط كثيرة دفعتها إلى الحركة والتغيير، فالدوائر المتنوعة "ديمغرافيا" تصبح أكثر عرضة للتغيير، ومن السهل اختراق صفوفها للوصول إلى الكرسي الأخضر.

• استخدام المرشحين لأدوات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف لإيصال رسائلهم بالإضافة إلى الاستعانة بفنادق خمس نجوم بدلا من الخيم الانتخابية.

• أطرف أحاديث انتخابات هذا العام تلك التي تحمل آراء المفاتيح الانتخابية حول الناخبات من النساء، فما هو معروف حسب حديث مفتاح لإحدى الصحف حول سبب عزوف بعض النساء عن الانتخاب أن نساء الدائرة الثانية يتحججن بالسفر إلى الخارج، أما نساء الدائرة الخامسة فالعذر "أن الناخبة طالعة البر بالعبدلي أو الوفرة"!