غياب الروح كفريق حكومي متجانس استغلته الكتل النيابية أحسن استغلال، فقد استطاعت فك طلاسم تضامن الحكومة بأقل الجهد، وهي (الكتل) على وشك أكل الكتف بعد أن ركزت هجومها على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائبه وزير الدولة لشؤون الإسكان وزير الدولة لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد.
إخفاق الحكومة المتكرر في مواجهة الهجوم النيابي، سواء بالتهرب من الإجابة عن الأسئلة البرلمانية أو بصعود للمنصة، أعطى النواب ثقة بالنفس، انعكست سلبا على ردود الوزراء؛ ليظهروا وكأنهم طلاب ينتظرون جرس "الهده" نهاية الدوام. فقد استطاع النواب الاستفراد بالوزراء ومباغتتهم تحت قبة عبدالله السالم وخارجها، فكشفت خطوط الدفاع الحكومية الضعيفة على الآخر.حالة الضعف لدى مجلس الوزراء يمكن ملاحظتها بعد الاستجوابات الأخيرة، ليس من خلال قائمة المصوتين فقط بل باكتفاء أعضاء الحكومة بالتفرج، وهنا أقصد الشيوخ والوزراء المحسوبين على الكتل النيابية، فالإسناد غير موجود وخلط الأوراق بدأ قبل صفارة الحكم استباقاً للأحداث؛ مما قد يعجل بعمر الحكومة، وربما تكون السبب في إنهاء الحياة السياسية لبعض رموزها.غياب الروح كفريق حكومي متجانس استغلته الكتل النيابية أحسن استغلال، فقد استطاعت فك طلاسم تضامن الحكومة بأقل الجهد، وهي (الكتل) على وشك أكل الكتف بعد أن ركزت هجومها على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائبه وزير الدولة لشؤون الإسكان وزير الدولة لشؤون التنمية الشيخ أحمد الفهد؛ لما يمثلانه سويا كجبهة صد لمد النواب.عملية التشكيك والتفرقة بين الرئيس ونائبه مورست بصورة كشفت المستور لتؤكد أن عالم السياسة ليس فيه صديق دائم، سواء كان تغييرا في المواقف عن قناعة أو تضارباً للمصالح, إذ أكد الواقع مقولة "كل وزير يفك نفسه"، فالحكومة فعلياً لا تصوّت على طرح الثقة، فالأمر في النهاية تحكمه التكتيكات السياسية، وها هو الشيخ أحمد أول الخارجين من الحكومة من جراء تلك التكتيكات.التعويل على نواب التهدئة أو المولاة لا يمكن ضمانه، فترتيب الأوراق أضحى أمرا مستبعدا حالياً بعد استقالة الفهد، إذ سيجد مجموعة من النواب أنفسهم تحت ضغط مباشر وغير مباشر، ومن كل أطراف النزاع، فقطار ساحة الإرادة لم يعتد عليه الشارع الكويتي، كما أن الإعلام بدأ يدخل كطرف في رسم الصورة القادمة بتحريك المياه الراكدة ونفخ النار من تحت الرماد، أو كما قال الفيلسوف معمر القذافي "وضع الملح على الجرح" بدلاً من "زاد الطين بلة"، كما أن فك الشراكة لن يكون سهلاً على حكومة الشيخ ناصر، فالأيام أثبتت أن الفهد لاعب مهم داخل الحكومة وخارجها إلا إذا التزم الشيخ أحمد بما قال بأن "أهل الكويت على رأسه"، وهنا سيكسب جولة أخرى تزيد من رصيده الشعبي. لعبة الكراسي قد تعجب البعض، لكن الجلوس على الكرسي أمر تجب فيه مراعاة الظروف من حيث التوقيت والمواءمة السياسية، فصراع أبناء الأسرة واضح، وحديثهم لم يعد في الغرف المغلقة، كما أن الحديث عن رئيس وزراء شعبي صرحت به أغلب الكتل البرلمانية والحزبية، فـ"ارحل... ارحل" لا تعني الشيخ ناصر المحمد... هكذا فهمها أغلب أبناء الشعب على الأقل.ودمتم سالمين.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
بصراحة الحكومة عندها مشكلة
17-06-2011