كُن فدرالياً... أو لا تكون!
كغيره من المصطلحات السياسية الرنانة التي يرددها أبطال العمل السياسي من حولنا ويتداولونها يوميا أكثر من شربهم للماء، برز مصطلح "الفدرالية" في فترة من الفترات، ليتم استبداله بعد ذلك بفترة وجيزة بمصطلح "الكونفدرالية". وبهذه النقلة النوعية المتمثلة بإلصاق الكاف والنون إلى المصطلح الأول، انتقل أبطال السياسة إلى مرحلة متقدمة من التنظير والترويج لفكرة المصطلح الجديد رافعين شعار "كُن فيكون"! ويجب الإشارة هنا إلى أن فكرة الكونفدرالية أو "الاتحاد الخليجي" ليست وليدة اللحظة، بل هي أحد أهداف مجلس التعاون الخليجي الذي انطلقت فكرته من الكويت ومن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد تحديداً. فالاتحاد "قوة" كما يقال، وهنا نستذكر جزءاً من قصيدة "التأشيرة" للشاعر هشام الجخ حين قال: "تعلمنا على يدكم بأن الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى إذا للنوم ما خلدوا ألستم من تعلمنا على يدكم بأن العود محمىٌ بحزمته ضعيفٌ حين ينفردُ / لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا؟ ألستم من تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا!" فمن خلال نظرة تأمل سريعة للخارطة ندرك أن بلدنا الصغير الكويت واقع في إقليم مليء بالصراعات، وبقراءة موجزة لكتب التاريخ نلاحظ الأطماع والمحاولات المتكررة لنهب الكويت وإلغائها من الخريطة السياسية. وهنا نكرر حقيقة أن الاتحاد قوة، إلا أنه مشروط بكثير من المقدمات التي نحتاجها لكي نضمن أننا نسير في طريق النجاح. وأهم شروط النجاح لأي اتحاد تتمثل بوجود أرضية متكافئة من الديمقراطية ومبادئ حرية التعبير والاعتقاد والشراكة الحقيقية بين الحاكم والمحكوم. فإذا كنا مؤمنين حقاً بضرورة هذا الاتحاد، فعلينا إذن الابتعاد عن العاطفة والعمل على نقل ما نملكه من محصول ديمقراطي إلى أحبتنا في دول الخليج، حيث إن المستقبل لا يمكن بناؤه بردود الأفعال. خربشة: تحية تقدير وإجلال لشباب الكويت الذين كانوا "على قلب واحد" في تجمع بيت القرين. ونأمل أن أعضاء "المجلس" قد أنصتوا جيدا إلى صوت "الأمة".