لو أردت أن تستثمر في صندوق استثماري، فمؤكد أنك ستبحث عن وضع الشركة المالي، وأهداف الصندوق، وأسماء المسؤولين عن إدارته، ومسيرتهم العملية، ونسبة العائد المتوقع للمبلغ الذي ستساهم به، فالمال عديل الروح كما يقول المثل الشعبي، والإنسان في هذه القضايا لا يجامل ولا يغامر، وخصوصاً إن كان هذا المال الذي يريد استثماره هو "تحويشة العمر"، فكيف الأمر إذا كان مع صندوق الانتخاب، الذي هو في الحقيقة صندوق استثمار مستقبل الوطن.
الورقة التي ستلقيها فيه ستساهم في تقدم هذا الوطن أو تخلفه، استقراره أونزاعاته، أمنه أو زعزعته، لذلك كله كان اختيار المرشح عملاً في غاية الأهمية وقراراً في غاية الخطورة، فالذين سيصلون إلى قاعة عبدالله السالم هم الذين سيرسمون صورة الكويت للسنوات الأربع القادمة، ويحددون مسارها ووجهتها، فإما تفاهم وتعاون مع السلطة التنفيذية يدفعان بالخطة التنموية نحو تحقيق أهداف الدولة، وإما صدام وتنازع يعودان بنا إلى نقطة الصفر، فأنتم الذين تصنعون مستقبل بلدكم فإن صحت المقدمات صحت النتائج بإذن الله، وان فسدت المقدمات فسدت النتائج، وقد سهّل عليكم السابقون عملية الاختيار، وانكشفت أوراقهم، وسقطت أقنعتهم، وتعرت سيرتهم أمام أعينكم، وتميز المحسن من المسيء، فلا عذر لكم في حسن الاختيار فالله الله في وطنكم ومستقبل أبنائكم.أما المرشحون الجدد فالتعامل معهم قد يختلف قليلاً، لكننا "قريّة وكل يعرف أوخيه" ولن يصعب على الناخب الفطن معرفة سيرة كل واحد منهم في عمله السابق، وسمعته بين جيرانه وأقرانه، وصدق مواقفه، وإخلاصه لوطنه، وجده من هزله، وثباته من اهتزازه، والناس "ما شاء الله" في هذه الأيام لا تترك شاردة ولا واردة عن أي مرشح إلا وطارت بها الركبان، وتحدثت بها الديوانيات، وتناثرت في التويتر والمسجات، فالخافي في هذا البلد هو الذي لم يحدث، فلا تتورطوا بالتصويت لمن لم تعرفوه وتتأكدوا من صلاحه وقدرته على القيام بالمهمة وتحقيق بعض طموحاتكم، وانتشال البلد من عجزه، وتأخره وتخلف إدارته عن مواكبة التطور الذي عم المنطقة ودفع بدولها بعيداً عنا، فالمعادلة سهلة وغير معقدة.حسن الاختيار = مستقبل أفضلوالأمر بأيديكم، والفرصة متاحة لكم، فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلا تلوموا إلا أنفسكم.
أخر كلام
كلمة راس: المعادلة سهلة
21-12-2011