حوار بين مناضل كويتي ومناضل عربي

نشر في 16-11-2011
آخر تحديث 16-11-2011 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي في ركن من أركان الدنيا التقى مناضل كويتي من رواد "ساحة الإرادة" مع مناضل عربي من إحدى دول "الربيع" وجرى بينهما هذا الحوار:

- المناضل العربي: نشكر لكم مشاعركم وتأييدكم لنا وندعو الله أن تهب عليكم نسايم الربيع.

- المناضل الكويتي: مساندتنا لكم واجب علينا.

- المناضل العربي: لا شك أنكم تعانون كما نعاني، فنحن نسكن في المقابر والبعض يقتات على الفتات بين أكوام القمامة، أما الرأي الآخر فهو مغيب في السجون، وثروات البلاد يستأثر بها قلة من رجال السلطة وعائلاتهم والمقربين منهم.

- المناضل الكويتي: إننا ثوريون ومناضلون مثلكم ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أننا نعاني سوء الخدمات الصحية والتعليمية فهذا واجب الدولة تقدمه لنا مجانا، أما السكن فالدولة ملزمة بتقديم قرض إسكاني بمقدار سبعين ألف دينار كويتي من أجل إيجاد سكن مناسب لكل عائلة كويتية.

- المناضل العربي: وكم يعادل ذلك القرض في عملتنا؟

- المناضل الكويتي: "ترس خيشة"... أعني ما يملأ شوالا. أما حرية الرأي فالصحافة لدينا لا سقف لها من الحرية، أما القنوات الفضائية الخاصة والمواقع الإلكترونية فحدث ولا حرج.

- المناضل العربي: إذن من أجل ماذا تناضلون؟

- المناضل الكويتي: ... من أجل ... ؟؟؟

- المناضل العربي: وقادة المعارضة هل هم من الطبقة الكادحة؟

المناضل الكويتي: .......؟؟؟

- المناضل العربي: أخي يبدو لي أن المعارضة عندكم ليست من أجل الوطن، ولكنها صراع بين فئات وكتل وجماعات تدافع عن مصالحها وامتيازاتها، والبعض وصل إلى ما يريد واكتفى والبعض الآخر يطلب المزيد، ويشتد هذا الصراع كلما تلاقت هذه المصالح أو تعارضت، وللأسف ما أنتم إلا وقود لهذا الصراع الذي ليس لكم فيه لا ناقة ولا جمل.

- المناضل الكويتي: أخي أرجوك لا تقل ذلك فنحن مناضلون... آه ليتك تحضر أحد تجمعاتنا في "ساحة الإرادة" وتستمع إلى الخطب الثورية الحماسية.

- المناضل العربي: أخي أرجوك لا تقل الخطب الثورية والحماسية فإنها تسبب لي الغثيان... لقد قضينا سنين وسنين نأكل ونشرب وننام على صدح هذه الخطب الرنانة. لكن قل لي بالله عليك هل مظاهراتكم توصف بالمليونية كما هي الحال عندنا؟

- المناضل الكويتي: إنها عادة حاشدة قد يتراوح الحضور ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف.

- المناضل العربي: وعدد شعبكم؟

- المناضل الكويتي: يتجاوز المليون وربع بقليل.

- المناضل العربي: أخي "المناضل" لقد قدمنا ولا نزال الكثير من أجل الحرية والعيش الكريم، سالت دماؤنا وقتل أطفالنا وقطعت أوصال بناتنا، هدمت منازلنا وشردنا من أوطاننا، ضربتنا الصواريخ والدبابات والطائرات من أجل الحرية والديمقراطية التي لم نسمع عنها إلا كما نسمع عن الغول والعنقاء والخل الوفي... أخي إن كنتم تتمنون ذلك لبلدكم فنحن لا نتمناه لكم.

- المناضل الكويتي: ولكننا سنستمر في النضال والحشد والتجمع حتى نحقق أهدافنا.

- المناضل العربي: وما أهدافكم؟

- المناضل الكويتي:...؟؟؟

وهنا يقف المناضل العربي وينظر إلى المناضل الكويتي نظرة فيها الكثير من المعاني ثم يدير ظهره ويمشي.

ونحن ندعو الله ألا تتحقق للمناضل الكويتي أهدافه إلا بما يحقق التقدم والرخاء والتنمية للوطن الغالي.

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

back to top