هل يتم الاختيار بين المرشحين على أساس التجمع أم على أساس الفرد؟ سؤال يتردد كثيراً في الديوانيات والصحف، وعلى أساس جوابه بدأ البعض يفاضل بين أهمية النزول تحت مظلة تجمع سياسي أو النزول مستقلاً. وفي رأيي أن الانتخاب كان ومازال يتم على أساس فردي في الغالب، مع وجود تأثير لا يزيد في أحسن الأحوال على عشرين في المئة للانتماء الحزبي والانتساب إلى تجمع سياسي، فالفزعة القبلية والطائفية والجيرة والصداقة هي أهم عامل يؤثر في قرار الاختيار، ثم يأتي بعده عامل المنفعة والخدمات التي قدمها أو سيقدمها المرشح لناخبيه، ومدى تواصله مع الناخبين، ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، والسؤال الدائم عن أحوالهم ومساهمته في حل بعض مشاكلهم، وسيظل عامل الانتساب إلى تجمع سياسي في محدودية تأثيره لنجاح المرشح إلى حين تعديل قانون الانتخاب، بحيث يصبح على أساس القائمة النسبية، وعندها فقط ستكون المفاضلة للناخبين على أساس البرامج والمواقف، وستتحول العملية الانتخابية من عملية اجتماعية نمارسها اليوم إلى عملية سياسية حقيقية نستطيع من خلالها استكشاف مستقبل البلد ومسيرته للسنوات الأربع القادمة، وإلى أن يتم ذلك سيبقى الاختيار مبنياً على الأساس الفردي أو الانتماء القبلي والطائفي والعائلي، وستظل العملية الانتخابية معتمدة على "عطني خشمك" و"تكفى" و"طلبتك" و"لا تخليني". *** "الربيع العربي" مصطلح استقر في الأذهان على أساس انطلاق الشعوب العربية في وجه أنظمة فاسدة ظالمة كانت تحكمها بالنار والحديد، كما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن، وتقديم الضحايا في سبيل نيل الحرية والعدالة، لكن تشبيه البعض نزول بعض الأخوة السلفيين وترشحهم للانتخابات خارج الإعلان الرسمي لقائمة التجمع السلفي بالربيع العربي سقطة مقصودة للتشويش على التجمع، وهي امتداد للحملات المغرضة المستمرة من أطراف منافسة وأطراف مبغضة، فالأخوة الذين ترشحوا خارج القائمة السلفية لم يعلنوا خروجهم ولم يعلنوا البراءة منه، ولم يهاجموا قراره، ولم ينكروا عليه، كما أن التجمع نفسه لم يعلن فصلهم ولا التبرؤ منهم. فهم أخوة قرروا تحمل مسؤولية نزولهم منفردين لأسباب تفهمها المسؤولون في التجمع، وهى لا تختلف كثيراً عن الأسباب التي دعت معظم المرشحين المستقلين إلى النزول من ضغوطات من الأسرة والأقارب والمحبين، وفرصة يراها المرشح سانحة له للنجاح.
Ad