مبروك للناجحين... رسالة إلى معالي الوزير

نشر في 01-07-2011
آخر تحديث 01-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 أ. د. فيصل الشريفي هذا العام تميز بارتفاع ملحوظ لأعداد النجاحين، ونحن بانتظار بيان من المسؤولين القياديين في التربية يضعنا أمام تصور واضح يمكن من خلاله قياس نقاط الضعف والقوة التي أدت إلى هذا الارتفاع مقروناً بالأعوام السابقة؛ مع تحديد العوامل المباشرة وغير المباشرة مثل المناهج والأداء التدريسي وما إلى ذلك من عوامل أخرى.

   التخرج من الثانوية العامة تاريخ مفصلي في حياة الإنسان، فمنه يحدد الطالب مسيرة حياته المهنية ليحقق حلم الواقع الذي رسمه لنفسه أو رسمه له أبواه.... فمبروك لكل مجتهد ولكل أسرة وللهيئة التدريسية هذا النجاح فـ"من طلب العلا سهر الليالي".

هذا العام تميز بارتفاع ملحوظ لأعداد النجاحين، ونحن بانتظار بيان من المسؤولين القياديين في التربية يضعنا أمام تصور واضح يمكن من خلاله قياس نقاط الضعف والقوة التي أدت إلى هذا الارتفاع مقروناً بالأعوام السابقة؛ مع تحديد العوامل المباشرة وغير المباشرة مثل المناهج والأداء التدريسي وما إلى ذلك من عوامل أخرى.

احتواء هذه الأعداد لا بد أن يدخل في فلسفة التنمية للدولة، بحيث يربط مستقبل هؤلاء الشباب بخطة التنمية للدولة، وتحديداً بالتنمية البشرية التي تتطلب رعاية خاصة للكم والنوع، وبرؤية واضحة للمستقبل الوظيفي لكل خريج.

 وليس من المعقول الاستمرار في سياسة القبول الجامعي المفتوح، وهنا لا أقصد أعداد المقبولين بل بتوجيه القبول في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وكذلك الابتعاث الداخلي والخارجي إلى التخصصات التي تحتاجها الدولة في خطط التنمية. 

الإعلان عن النتيجة يتزامن مع فتح القبول لتسجيل في التخصصات المتاحة في مؤسسات التعليم العالي التي يؤخذ عليها الغياب الإعلامي، فلا وجود للإرشاد والتوجيه من قبل تلك المؤسسات وديوان الخدمة المدنية لهؤلاء الشباب بتزويدهم بالمعلومات المطلوبة عن كل تخصص وفرصه الوظيفية حتى يتمكنوا من اختيار ما يتناسب مع الواقع، فهناك طوابير من البطالة ومن أصحاب الشهادات فأي زيادة إضافية لتلك المخرجات ستزيد من مشاكل التوظيف، وقد تجد الدولة صعوبة كبيرة في توظيفهم في السنوات القادمة.

الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن إيجاد الحلول الوظيفية هو تبني المتفوقين من خريجي الثانوية العامة بشقيها الأدبي والعلمي، وذلك بإدخالهم في أرقى الجامعات العالمية، بل بإفراد مكتب في التعليم العالي يشرف ويتابع مسارهم الدراسي لضمان استمرار تفوقهم.

ولتقريب تلك الفكرة يتم اختيار الخمسين الأوائل من كل عام دراسي بنهج احترافي؛ بحيث يوفر لهم ابتعاث فوري للمرحلة الجامعية يتبع بتوفير كرسي لاستكمال الدراسات العليا لدرجة الماجستير والدكتوراه للذين يحافظون على تميزهم وتفوقهم الدراسي؛ مع تخصيص مكافأة مالية عن كل مرحلة يجتازونها بامتياز ليكونوا نواة لقادة وعلماء الغد في كل المجالات.

العنصر البشري أهم ركائز التنمية، فالاستثمار فيه مضمون وعقول البشر هي المحرك الرئيس لتقدم الأمم والممول الرئيس لها، فهل يتبنى وزير التربية والتعليم العالي أبناءه الفائقين ليدفع بهم نحو آفاق الإبداع ليكمل هرم ومنظومة التعليم؟

نقطة أخرى:

 دعم دولة الكويت لبرامج الحاسوب يقدر بملايين الدنانير يذهب معظمها إلى جيوب الشركات دون استفادة تذكر من مؤسسات الدولة، فلا رقابة مركزية على تفعيل تلك العقود رغم وجود الكثير من ملاحظات ديوان المحاسبة عليها، لكن لا حياة لمن تنادي.

ودمتم سالمين.

back to top