وجهة نظر: هل تعيد سينما ثورة يناير ما انقطع من سينما ثورة يوليو؟

نشر في 15-07-2011
آخر تحديث 15-07-2011 | 00:01
No Image Caption
 محمد بدر الدين تبدو غريبة ومدهشة إعادة قراءة أفلام مصرية وتأمّلها والنظر إليها ثانية، وقد انقضى العصر الذي أنتجت فيه ويوشك أن يبزغ عصر جديد بملامح وروح جديدة.

نعني بالعصر المنقضي، مصر في الحقبة التاريخية من 1974 إلى 2011  وهي العقود التي حدث فيها الانقلاب الكامل على عصر «ثورة يوليو} (1952 - 1973) أي انقلاب «الجمهورية الثانية» الرجعية التابعة على «الجمهورية الأولى» الثورية الناهضة... فيما نستعدّ اليوم لوصل ما انقطع وليصبح عصر «ثورة 25 يناير» استكمالاً لمهام عصر «ثورة 23 يوليو} وتطويراً له وتحليقاً نحو آفاق أوسع، في ظلّ ما سيعتبر «الجمهورية الثالثة».

قد نعيد النظر اليوم، فنكتشف الجديد ونستمتع بقدر ما ندهش أو نعجب بقدر ما نتعجّب، أمام نماذج أفلام على غرار أعمال شاهين الكبرى في النصف الثاني من السبعينيات الماضية، خصوصاً «عودة الإبن الضال» عن بداية الانقلاب على «ثورة يوليو{ وبداية الفساد والاستبداد برؤية نقدية لهذه الثورة، وصولاً إلى «هي فوضى؟» فيلم الوداع الذي تنبأ بالثورة بوضوح وجلاء.

ويحضر في اللائحة نفسها فيلم صلاح أبو سيف «البداية» وهو كوميديا سياسية متأملة ومتأنية عن مجتمع قمع واستغلال رأس المال وحتمية الثورة ومشاكل مجتمع التحوّل والثورة، و{المواطن مصري» لأبو سيف عن هجمة نظام انقلاب السادات على مكتسبات ثورة يوليو، مركزاً على المكتسب الاجتماعي الثوري «الإصلاح الزراعي» واستعادة الفلاح حقوقه وشراسة الإقطاع العائد لسلبها مجدداً. إضافة إلى سلسلة عاطف الطيب، خصوصاً رباعية «سواق الأتوبيس»، «البريء»، «الحبّ فوق هضبة الهرم»، و{ملف في الآداب».

تنبأ «البريء» مثلاً بتمرّد جند الأمن المركزي الواضح في الفيلم، والذي تحقّق بعد عرضه بأشهر، ما يجعلنا نتوقّف ونستخلص، على ضوء استفحال أجهزة القمع في الدولة البوليسية التي سقطت في 25 يناير 2011.

ومثل حديث خيري بشارة عن التخلّف المجتمعي الحضاري الشامل من خلال مكان وزمان في صعيد مصر في «الطوق والأسورة»، وعن تحوّلات المجتمع والتيارات السياسية والإيديولوجية فيه وفي العالم، خصوصاً بعد سقوط منظومة الاتحاد السوفياتي في «آيس كريم في جليم»... ولا ننسى محمد خان في ثنائيته الواقعية النقدية اجتماعياً الآسرة جمالياً «أحلام هند وكاميليا» و{سوبر ماركت».

أما رأفت الميهي فجاءت ثنائيّته «الأفوكاتو} و{سمك لبن تمر هندي» مدهشة بالطابع الفانتازي الخاص والمقدرة على الاقتحام والمغامرة الفنية والجرأة الفكرية. بدوره، قدّم داود عبد السيد في «أرض الخوف» و{مواطن ومخبر وحرامي» و{رسايل البحر»، فضلاً عن مجمل أفلامه، أدق الشهادات على ذلك العصر الطويل الثقيل وأعمقها وأجملها. ويحضر هنا أيضاً شريف عرفة في رباعية الأفلام المدهشة مع المؤلف النابه ماهر عواد، ذات الطابع الفانتازي الطليق الواضح التفرّد، خصوصاً «الدرجة الثالثة» و{سمع هس» و{يا مهلبية يا». كذلك، يحضر عرفة في خماسية الأفلام المميّزة مع المؤلّف المخضرم وحيد حامد، لا سيما «الإرهاب والكباب» و{طيور الظلام».

الكلام نفسه ينطبق على أفلام يسري نصر الله وأبرزها «جنينة الأسماك»، وثنائية خالد يوسف «حين ميسرة» و{دكان شحاتة»، وثنائية محمد أمين «ليلة سقوط بغداد» و{بنتين من مصر»، وفيلم مروان وحيد حامد «عمارة يعقوبيان»، و{بالألوان الطبيعية» لأسامة فوزي... وغيرها.

حتى الموجة الفكاهية التي سادت السينما المصرية (1997 ـ 2006) نستطيع أن نشاهد منها أفلاماً بعين مختلفة أو نظرة جديدة، مثل ثنائية هاني رمزي وأحد نجومها «عايز حقي» و{ظاظا رئيس جمهورية»، وأفلام نجمها أحمد حلمي أبرزها «آسف على الإزعاج» و{عسل إسود».

back to top