احتفلت المعلمة الأميركية نيكول كيغان الأسبوع الماضي بتسلمها جائزة الشرف التدريسي ضمن أربعين مدرساً يتم اختيارهم سنوياً على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، ضمن جائزة المربي الأميركي ميلكن للتفوق للمدرسين، والبالغ قيمتها 25 ألف دولار أميركي لكل معلم يحصل عليها، بعد تجاوزه لبرنامج تقويمي صارم، علماً بأن المدرس الذي يفوز بهذه الجائزة يكون ضمن قائمة شرف تجعل أعرق وأفضل المدارس الأميركية تتقدم له بعروض عمل براتب وامتيازات مغرية.

Ad

السيدة كيغان، واحدة من الفائزين بجائزة العام الحالي، حاصلة على بكالوريوس في التدريس وبرامج متخصصة في التعليم، وتعمل في مدرسة مرحلة متوسطة في مدينة رابيد سيتي في ولاية ساوث داكوتا، وترعى في نفس الوقت زوجها وأبناءها، ولم تتغيب مرةً واحدة خلال الأعوام الدراسية الثلاثة الماضية من الدوام المدرسي، الذي يمتد من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، كما تقوم بإعطاء حصص مجانية بشكل تطوعي للفئات الخاصة وأصحاب الاحتياجات الخاصة مع مجموعة من زملائها المدرسين، كما تشارك كيغان في عضوية عدة لجان أهلية تطوعية تعمل في مجال ابتكار طرق تدريسية حديثة وخلاقة للأطفال والمراهقين.

هذا أحد أنواع الامتيازات للمعلمين في أميركا، أما في الكويت فإن يوم الاثنين الماضي شهد إنجازاً جديداً لدعم مهنة التدريس وإضافة امتيازات تستحقها هذه المهنة العظيمة من خلال إقرار كادر جديد للمدرسين في مجلس الأمة، بالإضافة إلى الكوادر السابقة التي أقرت لهم على مدى الخمس عشرة سنة الأخيرة، وبعد أن نبارك للمدرسين هذا الإنجاز الذي ساهمت فيه جمعية المعلمين الكويتية من خلال حملة مستمرة على مدى أكثر من عام، استغلت فيها كل أدوات الضغط المتاحة على السلطتين التنفيذية والتشريعية لإقرار الكادر الجديد، فإننا نتطلع إلى أن نستكمل عملية تطوير بقية البيئة التعليمية ومتطلبات إصلاحها وتطويرها.

فجمعية المعلمين، وبعد أن حققت إنجازاً مطلبياً لأعضائها، هل يمكن أن تنتقل إلى تحقيق جانب آخر من وظائفها في خدمة المجتمع كجمعية نفع عام، في ظل التحديات التي تواجهها مدارسنا ومخرجاتها؟ خاصة بعد أن أعلنت النائبة عضو اللجنة التعليمية البرلمانية د. أسيل العوضي معلومة شديدة الخطورة والأهمية بعد اجتماعها الأحد الماضي مع وزير التربية أحمد المليفي وأركان وزارته، الذين أوضحوا أن نسبة غياب المعلمين، وتحديداً مدرسي المواد الأساسية، تجاوزت الــ20 في المئة من أيام العام الدراسي، الذي يعتبر هو واليوم الدراسي في الكويت، الأقصر بين جميع دول العالم، وهي مشكلة جدية تواجه تأهيل أجيالنا المقبلة، ما يشكل أثراً بالغ السوء والسلبية على التعليم وتأهيل الطلبة الكويتيين.

النائبة العوضي قالت إن مجلس الخدمة المدنية أيضاً أكد ارتفاع نسبة الغياب والإجازات الطبية بين المدرسين، وخاصة المدرسات منهم، هذه المعلومة الخطيرة التي يمكن أن تضع كل نظامنا التعليمي ومستقبل البلد وأبنائه على المحك، ألا تستحق أن تتحرك بسببها جمعية المعلمين لتنظيم حملات للتصدي لها ومعالجة هذا الوضع السيئ، والعمل والتنسيق مع وزارة التربية لوضع نظام يحاصر ظاهرة غياب المعلمين المؤذية لأغلى ما نملك، وهو أبناؤنا؟ فهل تبادر "المعلمين" إلى حملة "خُذ يا وطن"؟.. بعد أن نجحت حملتها "هات يا وطن" في إقرار الكادر الذي نتمنى أن ينجح في جلب المزيد من المتميزين لهذه المهنة العظيمة.