هكذا إذاً، اتضح لنا أن سبب المشكلة التي تعانيها البلاد ليست إلا حفنة من النواب المؤزمين، أو التأزيميين إن شئت، تتبعهم مجموعة من الشباب المغرر بهم الذين لا يفقهون شيئاً وكل ما لديهم ترداد وتكرار حلقة التأزيم.

Ad

من يتمعن في قراءة نتائج التصويت حول إحالة الاستجواب المقدم إلى نائب رئيس الوزراء الشيخ أحمد الفهد إلى اللجنة التشريعية، لا يحتاج إلى الكثير من الفهم ليدرك أن حال البلد على خير ما يرام، وأننا فقط في حاجة إلى التخلص من أولئك الأشرار من النواب، ولا أنسى أيضا النائبة الشريرة أسيل العوضي. فقط لو خلّصنا الله من تلك الحفنة المؤزمة لكان البلد بخير، ولسارت التنمية في مساراتها المعروفة، ولأصبح البلد ينعم بالمال العام و»مال السنة ومال داير».

القراءة الفاحصة، أو بالأحرى، حتى القراءة السطحية، لنتائج التصويت على الإحالة، تدل على أنه لا توجد خلافات داخل الأسرة، بل إنهم كتلة متراصة واحدة، وأنه لا صراع على الإطلاق بين سمو الرئيس ونائبه، وأن كل ما يقال عن ذلك الصراع ليس إلا أضغاث أحلام، وكلاماً لا طائل وراءه، بل إنه من الدسائس التي يجيدها أولئك المؤزمون الذين يتربصون بالبلاد وأمنها واستقرارها.

نحمد الله إذاً على أن موطن الخلل قد ظهر، وعلة التردي السياسي قد بانت، فشيوخنا الأعزاء لم يقوموا بتحويل حالة الصراع بينهم حول السلطة إلى حلبة مجلس الأمة، واستخدام الأدوات الدستورية لحسم الصراع بينهم، ضاربين عرض الحائط باستقرار العملية السياسية، غير منشغلين بالتنمية ومصلحة الوطن العليا.

كانت الأخبار المتواترة عن خلافات الأسرة، كثيرة ولا داعي للبحث كثيراً، فهناك إعلام رسمي، وهناك إعلام لعدد من أفراد الأسرة، تلك الخلافات أصبحت معدومة بعد التصويت الأخير يوم أمس. فلا خلافات مزعومة.

كل مشكلتنا هي في شوية نواب وشوية شباب يتظاهرون، عدا ذلك، كل شيء تمام.

في تعليقه الأخير على الأزمة التي تعصف باتحاد كرة القدم صرح سيب بلاتر مستنكراً وجود تلك الأزمة قائلاً: «عن أي أزمة تتحدثون، كل ما لدينا بعض المصاعب التي سنحلها في إطار أسرة كرة القدم».

يبدو أن بلاتر كان يتحدث عن الوضع في الكويت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.