في المرمى: أين فزاعة التدخل الحكومي منهم؟

نشر في 30-06-2011
آخر تحديث 30-06-2011 | 00:01
No Image Caption
 عبدالكريم الشمالي خلال أزمة اتحاد الكرة التي مازالت تعصف بالجسد الرياضي الكويتي بشكل عام، لم يجد أبواق التكتل ومن خلفهم «بياعة» القلم، أقوى من حجة التدخل الحكومي وعدم قبول الاتحاد الدولي به، واستخدموا تلك الحجة كالفزاعة، فما إن ينطق أحد بكلمة في اتجاه اتخاذ أي إجراء، إلا ويأتيك الرد بأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى الإيقاف لأن «الفيفا» يرفض التدخل الحكومي.

 ولا أبالغ حين أقول إن هؤلاء نجحوا في مخططهم في الوقاية من اتخاذ أي إجراء تجاه حل القضية، عبر إقناع الناس بخطر فرض القانون وهيبة الدولة، لكن ذلك بالتأكيد لا يرجع إلى قوة حجتهم ومنطقهم، بل يعود إلى الخوف والهلع الذي تعيشه الحكومة، والتخاذل عن فرض سيطرتها على المؤسسات التي تشرف عليها، دون أن تخضع في ذلك لحسابات الربح والخسارة، إلى جانب استخدام المستفيدين من استمرار الوضع القائم طبعاً لعلاقاتهم و»تضبيطاتهم» داخل المنظمات الدولية، التي كشفت لنا الأيام الأخيرة حجم الفساد التي تعيشه، والذي وصل إلى حد «المعاير» بين الفيفا واللجنة الأولمبية.

ولعل من المهم هنا أن أشير إلى أن ما دفعني إلى إعادة ما كنا قد قلناه سابقاً في أكثر من مناسبة، هو ليس هوايةً في اجترار الكلام المعاد أو تكراره، مع أن «التكرار يعلم الشطار وساعات يعلم غيرهم»، بل حدثان مهمان مرا مرور الكرام دون أن ينتبه إليهما الكثيرون رغم ما يحملان من أدلة دامغة لدحض ادعاءات الأبواق والمطبلين للتكتل وزعيمه في موقفهم المشبوه تجاه الكويت وقوانينها وهيبتها كدولة، عبر تهديدهم المستمر أن «الفيفا» وغيره من المنظمات الدولية، يعتبران أي إجراء حكومي حتى لو كان للمصلحة العامة تدخلاً غير مقبول، وهو ما ينفيه الحدثان اللذان سآتي إلى ذكرهما.

أولهما، هو القرار الذي اتخذته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة الإماراتية قبل عشرة أيام، بإلغاء هيئة دوري المحترفين وإعادة تشكيلها وتحديد موعد لانتخاباتها، وذلك بسبب مخالفتها للقوانين والنظم المعمول بها في الدولة، ولم نرَ أو نسمع ما يشير إلى أن الاتحاد الدولي، أو الآسيوي، أو اللجنة الأولمبية الدولية، رفضت إجراء حكومة دولة الإمارات ممثلة في هيئة رعاية الشباب والرياضة بادعاء أن ذلك تدخل حكومي مرفوض.

أما الحدث الآخر، فهو الذي اتخذته المؤسسة العامة لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية قبل يومين، بمنع ترشح السيد منصور البلوي لرئاسة نادي الاتحاد، ومع ذلك وبعيداً عن مسببات القرار ومدى صحته أو خطئه فذلك ليس من شأننا، فلم نرَ أو نسمع أيضاً، ما يوحي بأن أحداً من المنظمات الدولية تجرأ واتهم الحكومة السعودية بالتدخل في الرياضة.

 والسؤال هل تعلمون لماذا لم نسمع عن احتجاج أو تهديد أو إجراء ضد أحد من الدول التي حولنا رغم كل ما يجري من تدخل، بعضه حميد وبعضه العكس؟

لأن هذه الدول لديها حكومات تعرف كيف تفرض هيبتها عبر تطبيق القانون وفرضه على الجميع صغيراً وكبيراً، ولأن العاملين والمشتغلين بالمجال الرياضي في هذه الدول يعملون لمصلحة الرياضة والرياضيين حباً فيها لا طمعاً في استغلالها لمصالحهم، ولأن هذه الدول لا يوجد فيها من يتجرأ أن يستقوي بالخارج على حسابها، وهو يعلم أن أحداً لن يحاسبه أو يجرؤ على محاسبته، لأنه شيخ أو «فداوي ولا صبي» عند الشيخ.

 بنلتي

بعد السؤال الشهير: تبون كأس آسيا؟ خرجنا من المسابقة صفر الأيدي، وخلال الخطة القصيرة المدى خرجنا من الألعاب الآسيوية في الصين، وتبعناها بعدم التأهل لأولمبياد لندن، والله يستر من تصفيات كأس العالم، كل ذلك وأبواقه الإعلامية وأجيرو القلم لم ينبسوا ببنت شفة على سياسة زعيم التكتل واتحاده غير الشرعي رغم أنهم كانوا ينتظرون الزلة على غيره... «الظاهر خايفين من التلِسِّب!».

back to top